بعد الخسارة
رجاء الله السلمي
الخسارة وحدها تكشف العيوب .. وتبرز الوجه الآخر للعمل الذي نعتقد أحيانا أنه جيد أو صحيح !
وخروج الأخضر صفر اليدين من أمام أهم منافسيه بعد فقدانه لثلاث نقاط على أرضه كشف لنا صورة باهتة للمنتخب السعودي الذي اعتقدنا أنه سيظهر في أفضل حال !! صحيح أن حكم المباراة ارتكب أخطاء فادحة لايرتكبها مبتدئ وكان أقل من مستوى المباراة بكثير وهذا ليس جديدا على الاتحاد الآسيوي ، لكن علينا أن نمارس الكثير من الواقعية في التعامل مع هذه الخسارة ونتحدث بصدق مع أنفسنا . فالمنتخب الأخضر لم يكن موجودا ولم نشاهده في المباراة ، تسعون دقيقة غاب فيها الأداء المنظم وحضرت العشوائية ولم يكن هناك ما يوحي بقدرتنا على الحسم حتى لو امتدت المباراة لساعات. ضعف في التركيز .. وتباعد في الخطوط .. وغياب للأداء الجماعي ، والأهم من كل ذلك افتقدنا للقائد القادر على إكساب زملائه الثقة
كل الظروف قبل المواجهة كانت مهيأة للانتصار لكننا لم نكن نستحق الفوز !!
بوضوح أكثر لم يسهم الحكم السنغافوري لوحده في الخسارة بقدر ما كان لاعبونا بقيادة ناصر الجوهر جزءا من تلك الخسارة، ثم إن الحقيقة التي يجب ألانغفلها أننا خسرنا المواجهة قبل أن تبدأ !!
فمنذ ظهر الجوهر في مؤتمره الصحفي منفعلا ومتوترا كانت الخسارة تبرز أمامنا لم يكن هناك أي مبرر لتلك اللغة الانفعالية أو ذلك الصراخ الذي تحدث به الجوهر عن نفسه واهتم كثيرا بالرد على منتقديه وربما أشغله هذا الأمر عن مهمته !
ذلك الانفعال يبدو أنه انعكس على لاعبي الأخضر إذ لايمكن أن يكون هناك لاعب يرى مدربه على هذه الدرجة من التوتر ويدخل اللقاء هادئا ومهيأ للأداء الجيد.. هذا يعني أن التحضير للقاء لم يكن سليما ،حتى النقص يجب ألا يمنحنا مبررا للظهور الباهت أو الأداء المتواضع فليس هناك منتخب يعتمد على لاعب أو آخر .
بصراحة أكثر علينا مراجعة الكثير من الحسابات ومناقشة الأمر بواقعية ومنطقية والاستفادة من الأخطاء والدروس فنحن لم نتعلم من درس التعادل مع إيران لذا خسرنا قبل أن نبدأ .حتى قناعاتنا علينا التراجع عنها حينما نشعر أنها ليست صحيحة ..
أخشى أن نكابر في النظر لأخطائنا فنفقد آخر آمال الترشح التي بدأت تضيق كثيرا .