محاولة بسيطة لكتابة قصة قصيرة ,,ما سميتها ماعرفت شو أسميها
*****
سمعَت كثيرا أن الغربة تزيد ترابط الأسر
و رغم أنها كرهت أن تكون هناك
إلا أنها أملت أن تُكوّن هناك عائلة مترابطة متحابة
فهي تحبه بجنون..و تريد عائلة تشبهه كثيرا
نظرت إلى الطفلة بجانبها ,,ابتسمت لنظرة البراءة فيها
خطت للداخل بحرص لئلا تتعب الصغيرة في اللحاق بها
كانت تفكر به,, فلم تنتبه للمكتب المقابل
فضحتها ملامحها عندما أخذت تتحسس روحا منه تسكنها
لمعت عيناها فجأة و رفرف قلبها,, استنشقت أنفاسه,, وأحست بقدومه
رفعت عينيها لتنظر إليه,,
وجدته بعيدا, ينظر بغضب ثم رحل!!
هرعت خلفه في ذعر,, التفت إليها مزمجرا
من هذا الواقف في المكتب المقابل؟ ألأنه أجمل؟ أم أصغر؟ أم أنني ماعدت أصلح؟
أرادت أن تقول له أنها لم تنتبه, لأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتنفس إلا هو
أرادت أن تصرخ, لكنه كان كقاذفة نار أصابت فؤادها ولسانها فلم تعد تستطع الكلام و لا الهمس..
عادت بعد يوم متعب لتجده نائما
لم يحضر أغراضا طلبتها للبيت
تذكرت كيف يحرص أن لا يناما والصغيرة متيقظة
قبلته بهدوء "أبقها معك حتى أعود" ,, عبس "كيف سأنام جيدا مع الأطفال؟ "
انسحبت بصمت بعد أن تركت ابنته لديه
عادت وهو لا يزال نائما
دق قلبها بعنف وهي تنظر إليه
مع كل نفس من أنفاسه تتنفس هي
تعشقه بكل تفاصيله
تحفظها عن ظهر قلب
وضعته أمامها , و على كرسي الإعتراف اعترفت له
"أحبك أكثر من الحب ذاته ,,
و لو سألتني مالونه؟ ماجنسه؟ ما اسمه؟ ما ملامحه؟ ماذا كان يلبس؟ فسأقسم لك أنني لا أعرف
لأن كل ما أعرفه من ملامح الرجال بعدك ضباب "
اقتربت منه تقطر هياما.. حد الجنون
ضحكت بشقاوة لأنها قررت إيقاظه , و إنهاء سوء الفهم الذي حدث , ومن ثم مفاجأته بخبر الضيف الجديد الذي تحمله
صدها بعنف قبل أن تنطق بأي كلمة " إذهبي إليه"
انكسر ت كليا, و لم يبق أمامها حيا إلا الدموع!
دخلت الصغيرة.. هذه الأمانة التي أحبتها أكثر مما تعتقد أنها ستحب أطفالها؛ فقط لأنها ابنته..
ضمتها لتنام
وفي الصباح الباكر حزمت حقائبها
وجدتها متعلقة بها "معكِ إلى حيث تذهبين"
"أنتِ أمانة لدي, سأعيدك إلى أمك إن كنتي لا ترغبين البقاء مع والدك"
اتجهت إلى المطار.. بوجه خالٍ من الحياة , و روح متشحة بالسواد
كلوحة محت ألوانها الأمواج , و فقدت إطارها مع الطوفان
كزهرة نبتت ثم شحت المياه عنها, فذبلت وهي تنتظر النهاية
تمسك بيدها طفلة وفت لها أكثر من الرجل الذي تغربت عن الوطن لأجله
تعلم أنه إن استيقظ سيبحث عنهم
تعلم أن سيتألم
تعلم أنه لم يعلم أن هناك طفلا آخرا سيحمل اسمه
لكنها قررت و لن تعود
ستترك الغربة ,, و ستترك معها أحلام الأسرة مع رجل أحبته ذات يوم!
الشهيدة
8-أكتوبر-2011
************
رأيكم و انتقادكم يهمني