أحياناً
.. يستحِيل عليْنا نَثرُ أزهَار الروح ..
حِبراً يفُوح شذَى معانِيهِ علَىأسطُر الورَقِ
.. و أحياناً أخرَى ..
يصعُب تسخِير رِيشَةِ الوَصفِ
كَي نرسُم قلباً
مِن هوْلِ ما احتوَاه نبْضُه انفَلَق
.. لنَجِد الأحرُفَ تسطُرنا رغماً عنا ..
كلَماتٍ بمعانٍ مُبهَمة
.. تُقرَأ ..
و لا تُفسَّر
تَصِف كُلَّ ما يحِيط بِنا
.. و عَن دوَاخِلِنا أبداً لا تُعَبِّر ..
.. نحَاوِل الامتِزَاجَ بألوَانِها ..
نحَاوِلُ أن نتمَايَد معَ التِفَافَاتِ أسطرِها
نحَاوِل أنْ نخضَعَ لتنَاقُضَاتِها
نحَاوِلُ أن نتأرجَحَ باعتِدالٍ بينَ جزرِ مصطَلحَاتِها و مدِّها
نحَاوِل
.. و لا نستَطِيع ..
.. نتَّخِذ رُكناً قصِياً مِن الذَّاتِ ..
و مِن ثَمَّ نضِيع
.. نضِيع ..
نُلَملِم ما تبَقَّى مِن قصَاصَاتِ خارِطَة الحُلْم
لكِنَّها فِي كُلِّ مرَّةٍ
.. لا تكتَمِل ..
.. و هيْهَات لَها أنْ تكتَمِل ..
.. و كُلُّ القلُوبِ التِّي احتَوت قلوبُنا نبضَها وفَاءً ..
لا تعِي ماهِيةَ النَّبْضِ !!
.. كُلَّما روَينا عطَشَ عرُوقِها بطُهْرِ دمَائِنا ..
كُلَّمَا علَا فِي ظمَئِها سَقْفُ الاكتِفَاءِ
.. فتَستَنْزِفنَا تمَلُّكاً ..
حتَّى آخِر قطْرَةِ دَم !!
.. ثُم تلقِي بِنا علَى قارِعة الطرِيقِ ..
و دُونَ تبْرِيرٍ
تبتَعِد
.. نستَغِيثُها وَهناً ..
لكِنَّهَا أبداً لَن تعُود !!
نستَجمِعُ بعضاً مِن قِوَانا المنهَكة
و نَخطُو بتَثاقُلٍ علَى دَرْبِ شِفَاءٍ لَم نتعلَّم بَعْد كيْف نسلُكه
و نَحن علَى يقِينٍ وَاهِمٍ
أن جرُوحَنا هيَ مَصْلٌ يقِينا الإصَابَة بِدَاءِ الثِّقَة
.. لكِنَّهَا لَن تقِينَا أبداً ..
و مِن مصلِها المُستَخلَصِ مِن ألَمِنا
.. لَن نستفِيد ..
.. أكَانَ ذنبَنا أنَّنا لَم نتَّخِذ مِن أوجَاعِنا درُوعاً تقِينا ما يواجِهُنا مِن صدَمات ؟!! ..
.. أم أنَّه ذَنبُ نبضِنا الذِّي لا يَكُف عَن العطَاءِ ..
و ما انفَك بعد كُلِّ جَرحٍ يعِيد الكرَّة ؟!!
.. و رَغم كُلِّ شيْءٍ ..
تَبقَى الأوجَاعُ راسِخَة الجذُورِ فِي أعمَاقِ أروَاحِنا ..
.. و تتَوَالَى الطَّعنَات واحدَة تِلوَ الأخرَى ..
بعضُها ما يكُونُ فِي الظَّهرِ
و البَعْضُ الآخَر يكُونُ علَى مرأى مِن العَين
.. و لا نستطِيع لهَا صدّاً و لا تأخِيراً ..
.. و يظَلُّ نبضُنَا ..
كمَا هوَ !!
.. لا تُزحزِحُ ريَاحُ الغَدرِ جِبَال مثالِيَّتَه ..
.. لا تَخدِشُ مخَالِب الأنَانية زُجَاجَ طُهرِه ..
.. و لا تُشَوِّه آثَارُ الجرَاحِ مَلامِحَ عفَويَّتَه ..
حروف ؛
تنفستها حتى سكون الإعجاب