عودة الى الموضوع
فأقول اخي فيصل بأن مجتمعنا استسلم لبعض الافكار المتشددة التي سار عليها السواد الاعظم من الناس سيرا جبيرا لا منطقيا وهنا مشكلة بحق لأن الفكر هو مايسير الانسان فاذا كان يسير دون قناعة فانتظر منه النكوص في اقرب فرصة ولنا في الامثلة التي عايشناها بالقريب من الاحداث التي مرت بأفغانستان والعراق لأن المجتمعات كانت هناك مجتزئة ولم تكن على فكر ومضمون واحد فتهاوت بسرعة واحدة تلوا الاخرى وبيد بعضهم البعض أكثر من من جاءوا من خارج الارض ولهذه عبرة قوية لأولي الالباب ...
ثانيا عندما نقول أن بالجيل السالف قدوة حقيقة فهذا صحيح ولكن هل نحن مثلهم ؟؟؟ هل للانسان لدينا هدف سامي يطمح اليه أم أن مايريدة حطام الدنيا فنجد من يحذرون من اللهوا يملكون الفلل الفارهة والمزارع والثراء الفاحش ويأمرون الناس بالزهد فيالهذا العجب وأي عجب ....
ثم أن تغيير ثقافة انسان مرت عليه اجيال واصبحت هذه الثقافة راسخة في ذهنه من أصعب الامور كمحاولات الاخوان بتغيير قناعة ومعتقد بعض الناس بالاستهزاء والشتم وهذا مما يزيد المشكلة والاصرار على عدم تقبل وجهة نظر الاخر والعداء فيما بعد ...
واذكر اني قرأت قصة حينما كان رجلا من الخوارج بالسجن يطيل الصلاه وحسن الخلق مع السجناء وذلك في العصر الأموي وكان اذا جاءه طعامه يقوم بايقاظ رفاقة يأكلون معه وكان يراقبه سجان من أهل الذمة يعمل في السجن فلما رأى اخلاقه قال له ما رأيك ان تخرج وتزور اهلك وتسلم عليهم ثم تعود الى السجن فوافق المسجون وانطلق الى اهله في ظاهر الكوفة فاذا بالحجاج الثقفي وقد كان واليا على الكوفة يأمر بقتل السجناء من الخوارج فاحصوهم في السجل فخاف هذا الذمي أن يعلم الخارجي بهذا الامر فلا يعود فبات مترقبا ليله كله ينتظره وما ان حل الصباح الا والرجل يعود منهكا لأنه سمع بالامر فقال له السجان اعدت وقد سمعت شيئا فقال الخارجي نعم سمعت ان الحجاج أمر بقتل الخوارج الذين في السجن وخفت ان يقتلوك لأنك انت الذي اخرجتني لأسلم على اهلي ... فبكا هذا الذمي بكاء شديدا وقال بمثل هذا يسود الناس الامم .. ولا أعلم والله هل انا قرأت انه اسلم ام لا ...
فانظر كيف كان الناس وكيف أصبحوا .... حتى في الدين اصبح الناس يتحايلون ويخادعون ...
أما بالنسبة للقبائل واحتقارهم لمن ليس له نسب فتلك الطامة الكبرى لأن ليس هناك شخص أفضل من شخص ابدا وما يمايز الناس عن بعضهم البعض هو العمل فأن كان هذا القبيلي ساقط فهو ساقط ولا ينفعه اصله بشيء وان كان هذا الغير قبيلي رجلا يحب الخير ويفعل المعروف فهذا خيرا من ذاك صحيح ان النسب مطلوب ولكن الفعل الطيب الزم منه وكم رأينا من اناس لسالفهم اخبار وتاريخ فوجدناهم دون الدون ...
وقد قال عمران بن حطان شطر بيت من الشعر لو وزن شعر العرب بأكمله ماساوى ذلك البيت الا وهو :
حــتى متى لا نرى عدلا نعيش به
فالعدل بين الناس أمر افتقده الانسان منذ بدايات الدنيا يقوم ثم يقعد تارة وتارة .. والظلم امر عظيم حرمه الله على نفسه وقس على هذا ظلمك مع نفسك اولا ثم مع الناس وهذا رد لك اخي على قولك بعض الناس يستحقر بعض والاحتقار لا شك ان من ابواب الظلم وهو بنفس الوقت من شيم الظعفاء المساكين سواء كان ذلك من القبائل بعضها البعض او بين الاشخاص ولقد عاشرنا اناس من من يوصفون من بعض افراد القبائل بالاوصاف الغير لائقة فوجدناهم أمراء بنفوسهم ومعشرهم وصدق نواياهم ووفائهم ...
اخيرا يا اخي اقول اسأل الله ان يرحمنا ولا يجعلنا من المغرورين في هذه الحياة الدنيا وسبحان من قال (( وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور))