إهداء لذوقكم الرفيع ، ولو أنها لم تكتمل بعد ...
ملّت رسائلُنا مسافة بعدنا=والطرف في طيف الأحبة ساهر
إني ليشجيني تناغم عزفها=لفصاحة الأوتار عزف زامر
مرسول شوقي خان بيني وبينها=في عينه من عينها ذا ظاهر
قد لام من أرسلته لي وارد=إليها ، وأدركت الذي به صادر
قد صابه ما صابني من لحظها=قد كان يعذلني ألا يالغادر
لو كان للخسران مثلُ خسارتي=من صدها ، حظ الخسائر ظافر
ما كان لي من ربحها بتجارتي=إلا كما قد قيل سهمٌ خاسر
أنشدت للمنفى قصائدَ غربتي=فأجابني -دهِشا- أأنت مهاجر
فأجبته -أو بالأصحِّ - أجابه=متصدّعَ الأشواق قلبٌ حائر
قلبت طرفي في السماء مؤملا=أن تلتقي النظرات وهي تناظر
أحدوا المطايا في مَفَاز قفارها=والشوق يحدوني لها فأسافر
ما إن تحط مع الأنام رواحلي=إلا ويحدوني حبيبٌ آسر
الشوق يدفعني لوقت لقائها=حمدَ السُّرى صبحا لمسراه سائر
لو كان إيمانٌ كإيماني بها=لم يمشِ من فوق البسيطة كافر