[]--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المتنبي:
انام ملئ جفوني عن شواردها= ويسهر الناس جراها ويختصم
يحبذ معظم الشعراء عدم البوح عن معاني قصائدهم فيتركون ذالك لشعراء اخرين او النقاد او حتى متذوقين الشعر وعامة الناس0
فيكونون بذلك قد اجبرو المتلقي على التمعن في القصيده واضفو على قصائدهم شي من الجمال0
وفي البيت السابق يفخر المتنبي بانه يضع المعنى في القصيده ويترك ماتبقى على المتلقين(الخلق) فيسهرو الليل في تفسيرها وربما يختلفوا فيها لدرجة الخصام0
وقديلجأ الشاعر في بعض الاحيان الى الغموض او الرمز في القصيده لعدة اسباب ومنها حرصه على عدم التصريح عن مايخول في نفسه لاسباب اجتماعيه او سياسيه اوحتى نفسيه مما قد يعود على الشاعر او المقصود بالشعر باالضرروبذالك يلجأ الشاعر الى الرمز في القصيده
والرمز هو روح القصيده ومتنفسها فيطلق عنان الشاعر بدون حدود او خوف او مداراه لاحد ومنهم من يضع الرمز كمحسن بديعي لاكثرفيضيف بذالك للقصيده جمال ونكهه خاصه بشرط ان يحسن اختيار الرمز ويوضفه في القصيده توضيفا مناسبا0
وهناك امثله كثيره لهذا التوضيف كقصيدة الشاعر الكبير بديوي الوقداني والتي منها:
انقطعت السبحه وجل الخرز ضاع= بغيت المه ياسليمان وازريت
الباب طايح والمسامير خلاع= والحب فيه السوس والفار بالبيت
صار الذهب قصدير والورد نعناع= لقيت ريحه مختلف يوم شميت
استعان الشاعر بديوي الوقداني في هذه القصيده بعدة رموز منها(السبحه - الخرز -الباب - المسامير- الحب- السوس- الفار- الذهب –القصدير- الورد- النعناع)
وبذالك خرجت لنا قصيده من اروع ماكتب في الشعر الشعبي0
امل ان اكون قد وفقت في هذا الطرح واعذرونا عن القصور
اخوكم/محمد لطيف العنزي