في الحلقة الثالثة لجنة التحكيم تختار الفراعنة والصخري
تأهل خالد العتيبي وراشد البلوي للمرحلة الثانية
شهدت الحلقة الثالثة والمباشرة من حلقات برنامج مسابقة "شاعر المليون"، والذي يُذاع من مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي أبوظبي وشاعر المليون الفضائيتين إضافة إلى إذاعة الإمارات (أف أم)، تنافساً حاداً بين الشعراء السبعة، الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة بالحلقة الماضية، وهم فالح بن قشعم الهاجري (الكويت)، فليح الجبور الصخري (الأردن)، سعد مرزوق الأحبابي (الإمارات)، عقاب الربع الشمري (السعودية)، ناصر الفراعنة (السعودية)، ثنيان سرور الرشيدي (السعودية)، عيضة السفياني (السعودية)، أما الشاعر الثامن وهو خالد الحميداني المطيري (السعودية) فقد استبعد من المسابقة قبل بداية الحلقة نظراً لمخالفته شرطاً من شروطها.
كما أعلن مقدما الحلقة حسين العامري و دارين خليفة عن نتائج التصويت للحلقة الأولى، والتي على أثرها، تأهل للمرحلة الثانية المتسابق خالد العتيبي (السعودية)، والذي حصل على أعلى نسبة تصويت بلغت 68%، تلاه المتسابق راشد البلوي (السعودية) بنسبة تصويت 64%.
وشهدت الحلقة قرعة فرسان الجولة القادمة والتي اختارها ضيف الحلقة الشاعر مبارك المنصوري، وهم عايض بن غيضه القحطاني (قطر)، سعود مناور العتيبي (السعودية)، بدر الصبيحي الخالدي (السعودية)، عوض بوفقايا العجمي (الكويت)، محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، محمد غازي أبوالنعاج (فلسطين)، سعود فرحان الشمري (السعودية)، مهدي آل حيدر (السعودية).
كما شهدت الحلقة فقرات غنائية بصوت الفنان الإماراتي حمد العامري.
شاعر المحاورة
استهلت الحلقة الثالثة من المسابقة بقصيدة للشاعر ثنيان سرور صالح الرشيدي (السعودية)، المعروف بشهرته في ساحة المحاورات الشعرية، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى جمال نص قصيدته، التي تحتوي على عدد من الموضوعات، منها حوار داخلي مع ذات الشاعر، كما تضمنت القصيدة عدة أبيات متوهجة، وأبيات أخرى فيها خفوت في الشاعرية، وأشار حمد السعيد، إلى أن النص به نضوج شعري وفكري يعبر عن المتسابق، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة بها بوح ذاتي مُغلف بالحزن، وتحث على الصبر وتتضمن إضاءات شعرية جميلة، وهناك بعض التكرار الذي لم يخدم النص، إضافة إلى بعض الأبيات المباشرة، وأشاد كذلك بالإبداع الجميل في البيت القائل "لولا التعب ما يضحك الفلاح لظلال الزروع...أخذ الخبر يا صاحبي من صاحب عنده خبر"، وقال بدر صفوق مخاطباً الشاعر : أنت فقدت 17 فرداً من عائلتك في سنة واحدة، وأنت تؤكد من خلال قصيدتك أن اليأس لا يتمكن إلا من الإنسان ضعيف الإيمان، وأضاف أن القصيدة عبارة عن رسالة موجهة، ونصها يتحدى كل آلام الحياة وتحاول الإشارة للأخرين بأن الحياة لا تتوقف كما تدعو للتحلي بالإيمان، وأضاف تركي المريخي، أن النص يغلب عليه طابع الحزن لكن الشاعر استطاع أن يعبر عن ما يريد.
شاعر العقلانية
تلاه المتسابق سعد مرزوق الأحبابي (الإمارات)، الذي ألقى قصيدة قال عنها حمد السعيد: إن صاحبها يعشق الصعاب، ونصها جميل ويحتوي على الكثير من النصح والوصايا والتحدي، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة بصورة عامة جميلة، وبصفة خاصة في انتقال الشاعر لأكثر من موضوع، حيث تحدث المتسابق عن التجديد الشعري، لكن فكرة النص ليست جديدة، واحتوى النص كذلك على أبيات فيها إضاءات شعرية جميلة وأخرى مباشرة مثل البيت القائل "ودي اعطيك راي واسمعه باختصار..ان عجبك اقبله وان ما عجبك اتركه"، وأشار بدر صفوق إلى ابداع الشاعر من خلال التسلسل في القصيدة كما أن القصيدة بها تهديد للمدرسة التقليدية التي ينتمي إليها الشاعر من خلال التجديد والإبتكار وارتباطه بالفكرة عبر الصور الشعرية، وقال تركي المريخي: إن المتسابق استطاع أن يجعل المتلقي يتقمص بعض الحالة التي جسدها في نصه، كما يوجد عفوية بالتعبير، وقال الدكتور غسان الحسن: إن النص به كثير من العقل وقليل من العاطفة، والشعر ينبع من العاطفة، وتعريف الشاعر لللإبداع كان جميلاً جداً.
شاعر الرومانسية
أما ثالث متسابقي الحلقة، كان عقاب الربع الشمري (السعودية) وألقى قصيدة بعنوان "غياب أحباب"، وقال عنها سلطان العميمي: نص شعري جميل يمزج بين الحزن و الإحساس بالضياع الداخلي، وأشار إلى جمال العديد من الأبيات منها الصورة الشعرية في البيت الأخير والقائل"على شاني عيوني قول لي هذا الشتا: الشتا ملعون......وعلى شاني يلو مافيك برد إلحق تدفابي"، وأضاف بدر صفوق أن النص يحمل الكثير من الرومانسية، وقال تركي المريخي: إن النص جميل، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى وجود حشد من الأفعال المتتالية، وتدل على وجود حالات متباينة يعيشها الشاعر في وقت واحد، كما إن أغلب الأبيات تبدأ بفعل وذلك يشير إلى وجود انشغال حسي عند الشاعر أكثر من الإنشغال النفسي، وأثنى حمد السعيد على جمال النص وعاطفيته.
شاعر الأزمة
ثم قرأ المتسابق عيضة السفياني (السعودية)، قصيدة بعنوان "أزمة شاعر" تفاعل معها جمهور المسرح، وأشار بدر صفوق إلى شاعرية البيئة التي خرج منها المتسابق، وأضاف تركي المريخي، أن هذا النص يدخل تحت مسمى الإعتراف بالحقيقة، كما يتسم بالشاعرية والصدق وهو وسام للشاعر، وأشاد الدكتور غسان الحسن بجمال البناء الفني في القصيدة، واعتماد الشاعر على الصراع الداخلي في نفسه ثم صراعه مع المجتمع، كما أثنى على شاعرية البيت القائل "ماله شبيه إلا الضياء يهتج قطعان الظلام ....بين انكسار الجوع واستعطاف حب السنبلة"، وتناول حمد السعيد رقي الشاعر وجمال نصه وحرصه على التمسك بالمبادئ، وأكد سلطان العميمي على شاعرية القصيدة والصور المبتكرة وما فيها من الرمزية التي لا تتعالى على المجتمع، مشيراً إلى استخدام الشاعر لمفردات مليئة بالحركة والصوت وبها من التضاد والترادف ما يصور فلسفة الشاعر في فهم ذاته.
شاعر الوطن
أما المتسابق فالح بن قشعم الهاجري(الكويت) الذي حمل سلام أهل الكويت لأبوظبي فقد ألقى قصيدة وطنية أثارت إعجاب تركي المريخي الذي قال: إنها رسمت صورة مشرقة للمواطَنة، وقال الدكتور غسان الحسن: إن النص مقبول لو كان غزلاً في امرأة، أما في الوطنية، فلا، لأن الشاعر لم يستطع أن يسقطه على الوطنية. وأشار إلى أن الألوان في العلم هي رموز لمثل وقيم، ولا يجوز أن تستنبط من الشفاه والخدود وغيرها. بينما أشار حمد السعيد إلى جمال النص والمدح الموجود بالقصيدة وتشبيه الشاعر للوطن بالفتاة الجميلة وتجسيده لألوان علم دولة الكويت، وقال سلطان العميمي: إن القصيدة في حب الوطن وذات مستوى جيد وتشمل المقدمة على ثلاثة أبيات استهلها الشاعر بالدعاء الذي لم يخدم غرض النص كثيراً، وقال بدر صفوق: إن النص به رأي سياسي ومن الجميل أن يكون الوطن مُخاطباً من قبل الشعراء.
شاعر الخيل
ثم ألقى المتسابق الأردني الوحيد بالمسابقة فليح الجبور بني صخر، قصيدة بعنوان "عادات الأجواد" والتي تناولت أمجاد الوطن وعادات البدو وصفات العرب، وقال الدكتور غسان الحسن: إن موضوع القصيدة جديد إلى حد ما، كما أنها تنتمي إلى العقل أكثر من العاطفة لذلك تقل فيه الشاعرية، واختار صاحبها قافية صعبة، وقال حمد السعيد: إن الشاعر خير من يمثل البادية الأردنية، وتتميز قصيدته بروح الأصالة والبداوة من خلال فكرتها المميزة، وأضاف، أن البيت الأخير من القصيدة كان مسك الختام، وقال سلطان العميمي: إن النص جميل في موضوعه، واستطاع الشاعر أن يمزج فيه بين عادات العرب الحميدة وارتباطهم بحبهم للفروسية، مشيراً إلى أن التقليدية في بعض الأبيات. وأضاف بدر صفوق أن النص يتراوح ما بين المتوسط والجيد وخلط الشاعر ما بين المذكر والمؤنث، وهي من خصائص اللهجة الشمالية، مشيراً إلى جمال الصورة الشعرية في البيت القائل "حتى الذواري لا غشت ناعم البيد.......تسمع لها من شدة الريح زنة"، وقال تركي المريخي: إن بعض الأبيات بها استنباط من الحديث الشريف "الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
شاعر الأساطير
واختتمت الأمسية بالمتسابق ناصر محمد الفراعنة (السعودية)، والذي ألقى قصيدة تناولت إسقاطات على الحاضر وتفاعل جمهور المسرح معها، ويقول مطلعها "ناقتي يا ناقتي لا رباع ولا سديس.....وصليني لابتي من ورا هاك الطعوس"، وعلق عليها حمد السعيد بأنها قصيدة شامخة وبها ابداع وشعر وعزفت على وتر الوطنية والقومية، وهي دليل على ثقافة الشاعر، وأشار سلطان العميمي إلى الإلقاء المتميز للمتسابق وقدرته على جذب الانتباه والتفاعل مع النص الذي يحمل لوناً خاصاً بالشاعر، وأشار إلى أنه مزج فيه بين التاريخ والسياسة والأساطير القديمة والفخر، وأشار بدر صفوق إلى أن الشاعر قارن بين النظم السياسية الملكية والجمهورية في الوطن العربي، كما يحمل نصه رؤية الشاعر للأحداث واستطاع توظيف الكثير من الأسماء التي خلدها التاريخ، أما الدكتور غسان الحسن، فقد وصف النص بالمُسيّس، وأنه يحمل رؤية الشاعر لجميع أوجاع المنطقة، كما وصفه أيضاً بالمثقف وأنه انتقى أسماء لها خصوصيات دقيقة جداً مثل "داختانوس" وهي فتاة عربية، ولكنها تحمل اسماً فارسياً، كما يوجد بعض الإسقاطات السياسية لبعض القضايا المعروفة مثل مفردة "حائط المبكى" ومفردة "لويس" واختتم تعليقه بأن الشاعر يدخل بالشعر النبطي لمجال رحب.
وفي نهاية الحلقة أعلن حمد السعيد عضو لجنة التحكيم، عن عدم وجود شاعر مستبعد من قبل اللجنة وذلك لاستبعادهم أحد المتسابقين في أول الحلقة، كما أعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابق ناصر محمد الفراعنة (السعودية)، والمتسابق فليح الجبور الصخري (الأردن)، أما بقية الشعراء الأربعة فيتوقف تأهل اثنين منهم على تصويت الجمهور ومنحت اللجنة تقييمها كالآتي، فالح بن قشعم الهاجري (الكويت) 42%، عيضة السفياني (السعودية) 43%، عقاب الربع الشمري (السعودية) 39%، سعد مرزوق الأحبابي (الإمارات) 35%، ثنيان سرور صالح الرشيدي (السعودية) 36%.
منقول