الاغتـراب .. الوحدة .. والغربة ..!!
الاغتراب الحقيقي هو أن تكـتـفي بذاتك .. !
أن تكون وحيداً ليس أمرا سيئا أبدا ..
بل على العكس
هو من أفضل الحسنات ..
فالعيش مع البشر - هذه الأيام - مزري ..
.
.
في استطاعة أي منّـا أن يصنع غربته ووحدته بنفسه
وأن يتوحد مع ذاته ويكتفي بها عن كل من في الأرض
الا أن من على هذه الأرض لا يدعوه وشأنه
فأغلب الناس فضوليون جدا .. جدا ..!!!
فهل يا تُرى صفة الفضول لديهم فطرية أم مكتسبة ..؟!
أحسبُـها فطرية
لأن طبيعة بني آدم اللهث وراء المعرفة
لدرجة تجعله يلاحق النمل ..!
فما بالك بإنسان مثله ..؟!
.
.
هيـا العازمي الغربة تسعدُها ..
الا أنها لا تسعد الفضوليين ..
فهم يريدون معرفة كل شيء
خاصة عندما أعتزلهم
وأبني بيني وبينهم سدا منيعا يعيقهم عن الوصول إليّ
.
.
غربتي فتحت لي أفاقا لم تتأتى لي من قبل ..
نعم هي مؤلمة .. وموجعة بعض الشيء ..
وهي متقلبة المزاج مثلي تماما
الا أنها أضات لي بعض جوانب الحياة ..!!
.
.
بعض الأصدقاء يرون أن الغربة كـ امرأة قبيحة لا تطاق العشرة معها ..؟!
قد تكون كذلك ..
لكنها قبيحة شكلا وليس جوهرا
فهناك عقول في الناس تفتش دائما عن المظهر ..
عن اللمعان الذي يخطف الأبصار ..
مهما حاولوا إقناعي بأن الجوهر هو الأهم ..
فهو مجرد هراء تعودوا دائما على ترديده
في كل مناسبة .. ومن غير مناسبة ..
.
.
أنا لستُ مضطرة للتخاصم مع غربتي ..
ولماذا أُخاصمها ..؟؟
فلاشيء في هذه الحياة يستحق أن أغادر مخدعها اللذيذ ..
فهي مكتوبة عليّ منذ كنت في بطن أمي ..
.
.
لدي هنا صديقات ..
والعلاقة معهن متينة – هن يعتقدن ذلك –
لكني أرى بأنني جافية ..
وعلاقتي بهن كـ خيط رفيع يمكن أن يُقطع في أية لحظة
مع محاولاتي المستميته الحفاظ على هذه الصداقة
كثيراً ما أنقطع عنهن لفترات طويلة
لا يجمع بيننا لا زيارات .. ولا حتى اتصال هاتفي
وما أن التقي بهن - وبلا ميعاد -
لقيتُ منهن العتاب واللوم
فأراضيهن بزيارة أو اتصال
لأعود وأنقطع من جديد
همسة :
صديقاتي ،، ليتكن تفهمن غربتي ..
وتسبرن أغوار نفسي الغامضة
وتحاولن الرحيل الى ما وراء صمتي
وتكتشفن عالمي
فالصداقة وظيفة اجتماعية لا يمكنني تأدية متطلباتها على أكمل وجه
فأنا مقصرة في أدائها لأقصى حد
لهذا أنا لا أحصل فيها على ترقيات
وحتما سأُفصل منها قريبا ..
.
.
في داخلي خاطر يلح عليّ دوما أن أكون وحيدة
في مكان ما .. وزمان ما ..
لذلك أنا سأُُغادر عالمكن الشقي ..
لأنني مرغمة على الفرار حيث لا عودة ..
أنتن ترغبّـن في أن أكون كما تـُردّن ..
وأنا أُريد أن أكون كما أرادت لي الغربة
تحياتي
هيـــــاااا العــــازمــــــي