سمعت صوتا هاتفا فى السحـر
نادى من الغيب رفـات الشـر
هيا املأوا كأس المنى قبـل أن
تملأ كأس العمر كـف القـدر
* * * *
لا تشغل البال بماضى الزمـان
ولا بآت العيـش قبـل الأوان
واغنـم مـن الحاضـر لذاتـه
فليس فى طبع الليالى الأمـان
* * * *
غد بظهر الغيب واليـوم لـى
وكم يخيب الظن فـى المقبـل
ولسـت بالغافـل حـتـى أرى
جمـال دنيـاى ولا أجتـلـى
* * * *
القلب قد أضناه عشق الجمـال
والصدر قد ضاق بما لا يطـاق
يارب هل يرضيك هـذا الظمـأ
والمـاء ينسـاب أمامـى زلال
* * * *
أولى بهـذا القلـب أن يخفقـا
وفى ضرام الحـب أن يحرقـا
ما أضيع اليوم الذى مـر بـى
من غير أن أهوى وأن أعشقـا
* * * *
أفق خفيف الظل هـذا السحـر
نادى دع النوم وناجـى الوتـر
فما أطـال النـوم عمـرا ولا
قصر فى الأعمار طول السهـر
* * * *
فكم توالى الليـل بعـد النهـار
وطـال بالأنجـم هـذا المـدار
فامش الهوينة إن هذا الثـرى
من أعين ساحـرة الإحـورار
* * * *
لا توحش النفس بخوف الظنون
واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى فى الثـرى راحـل
غـدا ومـن ألـوف السنيـن
* * * *
اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب
فإنمـا الأيـام مثـل السحـاب
وعيشنـا طيـف خيـال فنـل
حظك منه قبل فـوات الشبـاب
* * * *
لست ثوب العيش لـم أستشـر
وحرت فيه بين شتـى الفكـر
وسوف أنضو الثوب عنى ولم
أدرك لماذا جئت أيـن المفـر
* * * *
يا من يحار الفهم فـى قدرتـك
وتطلب النفس حمـى طاعتـك
أسكـرنـى الإثــم ولكـنـى
صحوت بالآمال فـى رحمتـك
* * * *
إن لم أكن أخلصت فى طاعتـك
فإننـى أطمـع فـى رحمتـك
وإنما يشفـع لـى أننـى قـد
عشت لا أشرك فـى وحدتـك
* * * *
تخفى عن الناس سنى طلعتـك
وكل ما فى الكون من صنعتـك
فأنـت مـلاه وأنـت الــذى
ترى بديع الصنـع فـى آيتـك
* * * *
إن تفصل القطرة مـن بحرهـا
ففـى مـداه منتهـى أمرهـا
تقاربـت يـا رب مـا بينـنـا
مسافـة البعـد علـى قدرهـا
* * * *
يا عالم الأسرار علـم اليقيـن
يا كاشف الضر عن البائسيـن
يا قابـل الأعـذار عدنـا إلـى
ظلـك فاقبـل توبـة التائبيـن
رباعيات الخيـام:
القصيدة الأصلية للشاعر الفارسى عمر الخيام و ترجمها أحمد رامى شعرا إلى العربية ، سميت بالرباعيات لكونها تتألف من مقاطع صغيرة فى كل منها أربع شطرات فى بيتين من قافية جديدة ، الشطرة الأولى والثانية والرابعة متماثلة القافية مع اختلافها فى الثالثة ، وبهذا تختلف عن القصيدة التقليدية من حيث عدم التقيد بنفس القافية ، وهى تقترب من شكل من أشكال الزجل إلا أن الزجل يكون باللغة العاميةوالقصيدة مليئة بأبيات الحكمة وهو من أسرار نجاحها ، وهى من أعمال أم كلثوم الكبرى وحققت نجاحا هائلا
رباعيات الخيّام ......... ترجمة أحمد رامي
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°محدثكم //// عبيد الدخيل°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°