الحب فطرة سامية وطبيعة جبل الله عليها قلوب عباده منذ اقدم العصور لم يرتبط يوما بزمن ولا مناسبة ولا دين .. يسكن في القلب بدون مقدمات متى ما توفرت العوامل المحققة لوجوده إما بقرابة عائلية كالأم والاخوة والأسرة بشكل عام أو بالتعارف والارتباط كالزوجة والأصدقاء
ولكن السؤال الذي يجب طرحه في هذا اليوم الذي يحتفل فيه بعيد الحب على مستوى العالم هل اصبح الحب نادرا لنقيم له احتفال أو لنحدد له يوما لتذكره وتجديده وهل ارتبطت المحبة الصادقة بذكرى للغرب أو تقليد أعمى لكل بدعة يخترعونها باسم الحضارة ولماذا في مجتمعنا الرافض لكل ما هو غربي أما بدافع مخالفة الدين أو معارضتها للمبادئ والقيم والعادات والتقاليد لماذا نعارض ونمقت عيد الحب الذي يصادف الرابع عشر من فبراير كل عام ثم نحتفل به في السر مع أسرنا وأصدقائنا أحيانا نرتكب مخالفات شرعية وأخلاقية باسمه حين يصل الأمر الى الاختلاط وما يتبعه من كوارث أخلاقيةطرحت هذه التساؤلات على مجموعة من الشباب الذين تباينت آرائهم حول عيد الحب أو يوم الحب وعن مدى تقبل المجتمع له
ظافر عبد الله احد الشباب الرافضين لفكرة يوم الحب وعيد الحب بشده أكد أنها غزو فكري غربي ناجم عن عدة عوامل أبرزها الفضائيات الغربية التي غرست المبادئ والأفكار الهدامة حيث لم نسمع بمثل تلك العادات من عيد حب وميلاد إلا في العقد الأخير مع بزوغ شمس الفضائيات التي خربت المجتمع كما حمل ظافر الدور الغائب لكثير من الأسر في رقابة أبنائها وتجاوبها مع كل فكرة شيطانية تبناها الأولاد بل أن كثير من الأسر هم من يبادر الى الاحتفال بعيد الحب وهو ما يشجع جيلا كاملا على الانحراف والسير على الخطى الغربية التي تمهدا للتمادي في الملذات باسم الحب والوقوع في مستنقع غير أخلاقي باسم عاطفة كنا نعدها يوما من الأيام سامية ورفض بشده فكرة اقامة الاحتفالات مطالبا كل الأطراف المكونة من الفضائيات والأسرة والجهات الرقابية التكاتف لتصحيح الوضع وإيقاف الفساد الذي يتنامي يوما بعد يوم
خالد قال انه يستغرب الهجوم الشرس على عيد الحب الذي نحن بحاجة ماسة أليه لتجديد العواطف وتهييج المشاعر تجاه من نحب من الأهل والأقارب والأصدقاء في حدود المعقول من القيم والعادات وعدم النظر الى عيد الحب من زاوية واحده باعتبارة منتجا غربيا بل تأمل الفكر السامي لهذه المناسبة التي تستمد كينونتها من الحب الصادق العفيف فماذا تعني تلك الوردة الحمراء أو اللون الأحمر سوى أنها رمز لمناسبة كبقية المناسبات حتى تصبح مطاردة في ذلك اليوم بسبب ذنب لم ترتكبه ويغرم ويوقف بائعوها لا نهم أرادوا الكسب منها فبيع الورود ليس بالمحرم ولا المحظور وإلا لما سمحت به الدولة أساسا وعلى الجهات التي تحاسب أصحاب المحلات البسطاء بسبب بيعهم للورود الحمراء أن يمنعوا استيرادها وزراعتها أصلا أو يحاسبوا الشخص الذي يشتريها فهم المذنبون رغم أنى لا أرى أي ذنب في شراء وردة وإهدائها لمن نحب بدون أي ارتباطات لا بعرف ولا بتقليد غربي
عبد السلام النهير قال من الخطاء ربط الحب بزمن أو مناسبة فالحب مشروع في كل وقت وكل زمان طالما كان حبا شرعيا صادقا وان كان تخصيص يوما واحد في العام للحب الذي نموذج مقلد من فكر غربي ماجن تمارس فيه الرذائل باسم الحب فمن المشين بمجتمع الإسلام والعرف القائم على الفضيلة والعادات والتقاليد السامية أن يرفض أبنائه عيد الحب ظاهرا ثم يحتفلون به في السر مهما كان نوع ذلك الاحتفال ساء بتبادل التهاني أو بإقامة الحفلات الأسرية لان هذا يدخل تحت إطار انهم يقولون مالا يفعلون وهذا مبدأ فاسد
بل والأخطر من ذلك أن كثيرا من الأسر والشباب ينسقون مواعيدهم لقضاء هذا اليوم خارج المملكة لمشاركة الغرب أفراحهم وعاداتهم الرخيصة وهذا إن دل فإنما يدل عن خلخلة في عادات مجتمعنا
علي موسى كان له رائيه الخاص هو الآخر حيث استغرب الهجمة الشرسة التي يتعرض عيد الحب في كل عام مؤكدا على أن الناس بدلا من أن يحتفلوا بهذه المناسبة التي طالب بالتركيز على سمو فكرتها المخلدة والمذكرة بالحب صاروا يشوهونها ويثيرون الناس ضدها
وقال نحن نحتفل بمناسبات وطنية ونهنئ الدول باحتفالاتهم بل ونحتفل ببعض المناسبات كموسم الحريد وبعض المناسبات الأخرى ثم نعترض على عيد الحب فلماذا لماذا كل شيء يأتي من الغرب نرفضه حتى لو كانت ذات مغزى سامي وبالإمكان تكييفها مع مبادئنا وعقيدتنا
أنا لا أطالب بتشريع المحرم ولكن أطالب بمساواته بمختلف المناسبات كيوم المعلم وعيد الام واليوم الوطني أم أن عيد الحب هو البدعة الوحيدة
المطلوب والكلام لعلي هو أن نخلد مناسبة الحب لزيادة الترابط الأسري والاجتماعي بدلا من الجفوة بين المجتمع بطريقة حسنة بعيدة من المجون والإسراف والمبالغة وحتى نتذكر بعضا من أحاسيسنا التي فقدت في زحمة مشاغلنا وهمومنا الأبدية
عبدالله خلف قال هو الآخر إن تبادل الهدايا واقامة المناسبات من اجل التواصل فكرة حميدة يحث عليها الدين والمجتمع العربي والمسلم ولكن تخصيص يوم وتقديسه لمناسبة كعيد الحب هو المرفوض لان إقامة هذا اليوم الذي نقلد فيه الدول الغربيه في مناسبة دينية لديهم إقامة شخص كان يدعوا للانحلال والمجون هو الشيء الذي نرفضه جميعا
الرسول عليه الصلاة والسلام قال تهادوا تحابوا ولم يقل خصصوا يوما للحب فالإسلام دين الحب والله يحب عباده المحبين له ولرسوله فينبغي إن أردنا أن يتكون حياتنا كلها حب في حب نبر بوالدينا ونصل أرحامنا ونواصل جيراننا ونفشي السلام ونحترم الصغير والكبير وبهذا يسود الحب في مجتمعنا وتسود روح الألفة والعاطفة الصادقة ونعيد أياما خلت كنا فيها جسدا واحدا
تختلف الآراء حول عيد الحب ولكن نتفق أن الحب عاطفة يجب أن تخلد في كل وقت بعيدا عن تقليد الغرب وان يكون لنا كلمتنا ومناسباتها السامية التي تتناسب مع ديننا وقيمنا وقلوبنا الطيبة]