بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
لم اصادف حتى الان هذا الشخص الذي يدعو الي الكمال المطلق ينعم في الوقت نفسه بحياة مليئة بالطمائنينة الداخلية.إن الحاجة للوصول إلى الكمال تتصادم مع الرغبة في تحقيق السكينة الداخلية.
ففي كل مرة نتعلق فيها بالحصول على شئ مافي صورة معينة،افضل مما هي عليه حاليا،فإننا نخوض غمار معركة خاسرة.وبدلا من الشعور بالرضا والقبول تجاه ما نملك،فإننا نركز على ما هو خطأ في شئ ما وحاجتنا لإصلاحه.أن تركيزنا على ما هو خطا،يتضمن عدم رضانا وسخطنا.
وسواء كان العيب يتعلق بنا مثل دولاب غير مرتب أو خدش بالسيارة أو إنجاز غير مكتمل،أو بضة كيلوات نرغب في إنقاصها، أو بعيوب غيرنا ، مثل مظهر شخص ما أو سلوكه، أو الطريقة التي يسلكها في حياته، فان مجرد التركيز على العيب يبعدنا عن هدفنا في أن تكون رقيقي القلب، دمثي الخلق.
ان هذه الاستراتيجية لا تتعلق من قريب أو بعيد بالتوقف عن بذل قصارى جهدك،ولكن بالافراط في التعلق والتركيز على عيوب الحياة.إنها تتعلق بأنه مه وجود طريقة افضل لإنجاز الأمور لا يعني ذلك انك تستطيع أن تستمع وان تقدر الطريقة التي عليها الأمور حاليا.
والحل هنا يتمثل في إخراج نفسك من غمار الانغماس في الإصرار على أن تكون الأمور على غير ما هي علية الان.وذكر نفسك برفق بان الحياة على ما يرام في وضعها الراهن..ومع غياب حكمك على الأمور فان كل شي سيكون على ما يرام.....ومع البدا في التخلص من الحاجة للوصول الي درجه الكمال في كل جوانب حياتك،وسوف تبدأ في اكتشاف وجود الكمال في ذاتك..والكمال لله سبحانه وتعالي..