السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طاب مساءكم بكل ودّ
أعجبتني قصيدة لابي فراس الحمداني وقد كتب بها إلى أخيه ابي الهيجاء حرب بن سعيد بعذله على عظيم ما لحقه عند اسره من الجزع ويذكر قوما عجزوا رأيه في الثبات يوم أسره وهي من الروميات والتي اشتهر بها الشاعر وبين خلجات قلبه ومكنون فؤاده وعتابه إلى سيف الدوله الذي لم نعرف السبب بعدم فدائه لأربع سنوات ولم يعرف سبب ذلك إلى إلان :
قال رحمه الله :
أبيت كأني للصبابة صاحب ............ وللنوم مذ بان الخليط مجانب
وما أدعي أن الخطوب فجأنني ......... لقد خبرتني بالفراق النواعب
ولكنني ما زلت ارجو وأتقي ,........... وجدّ وشيك البين والقلب لاعب
وما هذه في الحب أول مرة ............ أساءت إلى قلبي الظنون الكواذب
فلا وأبي العشاق ما أنا عاشق ......... إذا هي لم تلعب بقلبي الملاعب
ومن مذهبي حب الديار لأهلها ........... وللناس فيما يعشقون مذاهب
عتادي لدفع الهم نفس أبية .............. وقلب على ما شئت منه مصاحب
تكاثر لوامي على ما أصابني ........... كان لم تنب إلا بأسري النوائب
يقولون : لم ينظر عواقب أمره ..... ومثلي من تجري عليه العواقب
ألم يعلم الذلان أن بني الوغى ........... كذاك سليب بالرماح وسالب
أرى ملء عينيّ الردى فأخوضه ........... إذ الموت قدامي وخلفي المعايب
وإن وراء الحزم فيها ودونها ............ مواقف تنسى دونهن التجارب
رجال يذيعون العيوب وعندنا ............. أمور لهم مخزونة ومعايب
وأعلم قوما لو تتعتعت دونها ............ لأجهضني بالذم منهم عصائب
ومضطغن لم يحمل السر قلبه ............ تلفت ثم اغتابني وهو هائب
تردى رداء الذل لما لقيته ......... كما تتردى بالغبار العناكب
ومن شرفي أن لا يزال يعيبني ........ حسود على الأمر الذي هو عائب
رمتني عيون الناس حتى أظنها ........... ستحسدني في الحاسدين الكواكب
فلستُ أرى إلا عدوا محاربا .......... وآخر خير منه عندي المحارب
ويرجون احراز العلا بنفوسهم ........... ولم يعلموا أن المعالي مواهب
فكم يطفئون المجد والله موقد ............. وكم ينقصون الفضل والله واهب
وهل يدفع الانسان ما هو واقع ................ وهل يعلم الإنسان ما هو كاسب؟
وهل لقضاء الله في الخلق غالب ............. وهل لقضاء الله في الخلق هارب
عليّ طلاب العز من مستقره ............... ولا ذنب لي أن حاربتني المطالب
وهل يرتجى للأمر إلا رجاله ..............ويأتي بصوب المزن إلا السحائب؟
وعندي صدق الضرب في كل معرك ............... وليس عليّ إن نبون المضارب
إذا كان سيف الدولة الملك كافلي ............. فلا الحزم مغلوب ولا الخصم غالب
إلى أن يقول عن أخيه :
أخي لا يذقني الله فقدان مثله ........... وأين له مثل وأين المقارب؟
تجاوزت القربى المودة بيننا .,,,,,,,,,,, فأصبح أدنى ما يعد المناسب
ألا ليتني حملت همي وهمه ..............وأن أخي ناء عن الهم عازب
فمن لم يجد بالنفس دون حبيبه ,.,,,,,,,,,,,,, فما هو إلا ماذق الود كاذب
أتاني مع الركبان أنك جازع ................ وغيرك يخفى عنه لله واجب
وما أنت ممن يسخط الله فعله ........... وإن أخذت منك الخطوب السوالب
ورقبة حساد صبرت لوقعها ............. لها جانب مني وللحرب جانب
فكم من حزين مثل حزني ووالهٍ ........... ولكنني وحدي الحزين المراقب
رمتني الليالي بالفراق حسادة ........... وهن الليالي راميات صوائب
وما كنت أخشى أنا أرى الدهر حاسدي ........... كأن لياليه لديّ الأقارب
ولكنني في ذا الزمان وأهله .......... غريب وأفعالي لديه غرائب
ولست ملوما إن بكيتك من دمي .......... إذا قعدت عني الدموع السواكب
وأنت أخ تصفو ونصفو وإنما الـــ .............. أقارب في هذا الزمان عقارب
لعل الليالي إن يعدن فربما .............. تجلين اجلاء الغيوم المصائب
فما أنا إلا في دنوك جاهد .............. وما أنا إلا في لقائك راغب
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ........... تناقل بي فيها إليك الركائب
فتعتذر الأيام من طول ذنبها ............... إليّ ويأتي الدهر والدهر تائب
ودمتم بخير