" تنظيم النسل"
[موضوع ذو واقعية وموضوعية وشرعية في هذا الزمن المشحون بالضغوط، حيث صارت التربية أمرا يحتاج إلى دراية وفطنة وحذر شديد
أما ما هو المقصود بهذا التنظيم؟.. فهو التخطيط المسبق لمسألة الإنجاب، مع مراعاة الوقت المناسب
وتوافر الإمكانات سواء من حيث صحة الوالدين وقدرتهم على القيام بدورهم التربوي على أتم وجه
أو من حيث توفر المادة التي تضمن الحياة الكريمة لهؤلاء الأبناء، وتجنبهم ضنك العيش مع الفقر والفاقة.
بالإضافة إلى استيفاء الطفل لحقه من الرعاية والعناية الأبوية التي تهيئ له أجواء من الإستقرار النفسي
وهذا بالتالي ينعكس على الكيان الأسري إيجابا..
فلو تفكرنا بهذا المصطلح ومتى بدأنا نتداوله
فهذا المصطلح (( تحديد النسل)) قد بدأ اكثر الناس بتداوله منذ نصف قرن تقريبا وبحجج مختلفة، فيدخل ذلك في باب تقليد بلاد الغرب وأفكارهم ونمط معيشتهم..
الغربيون وبعد الحربين العالميتن أصيبوا بإحباط شديد، وتوجهوا لملذت الحياة، وأصبحوا يتهربون من المسؤوليات الأسرية، لكي يزيدوا من متعهم الفردية.. لهذا نرى أن الأكثرية منهم عزفوا عن الإنجاب، بل وحتى عن الزواج الشرعي..
والسبب ليس إلا سببا ماديا أنانيا بحتا.. فتأثرت مجتمعانتا الإسلامية بهذه الموجة، وآمنوا بها..
وربما تكون نفس دوافع الغربيين، تحدد مواقفنا من تحديد النسل، أو أننا تأثرنا سلبا بهذه الموجة
ولعلنا نرى الدول الأوربية لم تتغير نسبة السكان فيها منذ مدة طويلة للسبب المذكور، ولدرجة أنهم بحاجة الآن للأيدي العاملة لتشغيل بلادهم، ولاستمرار حياة الترف والملذات والصخب عندهم..
ولو نظرنا الى المشاكل الصحية التي ذكرتيها فاضلتي وبعد التعمق بالأسباب
لاكتشفنا ان تلك الأم التي تعرضت لكل تلك المشاكل الصحية انه لم يتوافرلها الحظ المقبول من الوعي الثقافي
والقدر الكافي من الامن الغذائي ولم تتح لها كذلك الخدمات الصحية والاجتماعية على المستوي المعياري.
ومن حق الام المسلمة ان تنال رعاية طوال فترة الحمل لاكتشاف المضاعفات وعلاجها قبل الوضع
كما ان من حقها ان تحظى بخدمات أثناء الولادة تمنع مخاطرها
وقد ثبت ان اجراء عملية الوضع بالمستشفيات اكثر أمانا للوالدة ووليدها، لتوافر الخدمات فيها اكثر مما هي بالمنازل، حيث لا يمكن تقديم علاج للنزف أو تسممات للحمل أو ما بقي من الالتهابات
أي ان ثقافة الأم الصحية هي الدرع الواقي من المشاكل الصحية قبل وأثنا وبعد الحمل مرارا وتكرارا
فاضلتي...
إن أجمل شىء في الحياة للمرأة، أن تكون أما.. ودور الأمومة شيء أجمل. بمعنى: أنه إذا تفرغت الأم لتربية الأبناء تربية صالحة، هذا لا يعني بأنها ابتعدت عن نشاطاتها الاجتماعية والثقافية وحتى العبادية.. لأن الأم الواعية تركز على عدة نقاط، وتوجد الأهم، وهو أنها عندما تتفرغ للتربية روحيا وثقافيا، يصبح هناك جيل واعي ونشيط، يخدم المجتمع.
هذا مايريده إسلامنا الحنيف، مع ذلك إذا استطاعت هذة الأم أن تخدم مجتمعها بأي شكل من الأشكال، وكانت قادرة على ذلك فما المانع؟..
وما جاءت به الأحاديث الشريفة يسقط هذا المطلب.. فقد دعت للتزاوج والتكاثر وورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما مضمونه:
(خير نساء أمتى الولود الودود)..
"تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم حتى بالسقط"
ومن خلال الأحاديث يتضح لنا أن الإسلام يشجع على الإنجاب، حتى تكثر أمة محمد (ص).. وعلى الوالدين أن يحرصوا على ثقافة أنفسهم لخدمة أبنائهم ومجتمعهم..
فلقد كان الآباء في السابق يجهدون أنفسهم في تربية الطفل الأول، ليكون قدوة لإخوته، فتسهل تربية الثاني والثالث بمشاركة الابن الأكبر. أما في وقتنا الراهن، فإن فارق السنين بين الأولاد، يتطلب إعدادا مسبقا وتهيئة نفسية للوالدين لتربية جديدة، تتواكب وتتماشى مع التغير السريع الذي يخطف الأبصارفي زمن العولمة.
فاضلتي
سعدت جدا بمشاركتك متصفحك
فأعذرني على الإطالة
ولك مني كل الشكر والتقدير على هذا الموضوع الحساس والمهم
ابو ريناااااد