قرأت ما كتبته الكاتبة نادين البدير في صحيفة الوطن العدد 1707 الخميس 25/4/1426هـ واستوقفني من حديثها قولها: إلى متى ستبقى المرأة كالسجينة لا تبرح زنزانتها إلا برقيب يضبط تصرفاتها يدعى تجملاً بـ(السائق)؟ وإلى متى ستستمر النساء في بلادي باتشاح السواد الحزين والتواري في المقاعد الخلفية كالشياطين، فيما تكسو الرجال ثياب بيضاء فرحة طاهرة تكفل لهم احتلال المقاعد الأمامية كأنهم الملائكة. ا.هـ
فلمست من حديثها تحاملاً على وضع المرأة السعودية على وجه الخصوص وعلى المرأة المحافظة على وجه العموم، وليس الأمر قاصراً على ما كتبته الكاتبة فحسب، بل إننا في كل يوم نقرأ فيه صحيفة، أو نطالع فيه مجلة، أو نسمع إذاعة، إلا ونجد حديثاً عن المرأة، وعن دعاوى عريضة بالمطالبة بحقوقها، والمناداة بمساواتها بالرجل، والتباكي على حالها، وندب حظها، ورفع الظلم عنها، والتشنيع على الرجل الذي سلبها حقوقها، إلى غير ذلك من الأمور التي باتت لا تخفى على أحد.
من أجل هذا كان لا بد من حديث عن المرأة ووقفة من أجلها لنرى من هو نصيرها، ومن المتربص بها، من الذي يبكى لها، ومن الذي يتباكى للحصول عليها.
فما هو الحال الذي تعيش فيه المرأة المحافظة في بلاد المسلمين، هل هي تعيش حياة الاستعباد والاسترقاق، والذل والمهانة، أم تعيش حياة العز والتكريم، والشرف والصيانة.
كيف كان حال المرأة في الجاهلية قبل ظهور الإسلام، وكيف صار حالها بعد الإسلام، كيف هي بالأمس وكيف هي اليوم،كيف حالها في ملة الإسلام وكيف حالها في ملل الأرض كلها.
فإذا نظرت إلى الهنود في شرائعهم، ليس شيء في الوجود أسوأ عندهم من المرأة، ولم يكن للمرأة عندهم حق الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء جميعا وجب أن تنتمي إلى رجل من أقارب زوجها وهي قاصرة، طيلة حياتها، ولم يكن لها حق بعد وفاة زوجها، بل يجب أن تموت يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد.
أما في الحضارة الصينية : فللرجل حق بيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثروة، وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حية.
أما اليهود فكانوا يعتبرون المرأة لعنة، لأنها أغوت آدم، وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس لهم وعاء حتى لا يتنجس.
أما حال المرأة عند الأمم النصرانية: فقد قرروا أن الزواج بالمرأة دنس يجب الابتعاد عنه، وأن العزب أكبر عند الله من المتزوج وكان الفرنسيون في عام 586م، يعقدون مؤتمرات يبحثون فيها هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان، وهل لها روح أم ليس لها روح، وإذا كان لها روح هل هي روح حيوانية أم روح إنسانية وإذا كانت روحا إنسانية، فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها، وبعد المداولات والمشاورات قرروا أنها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب.
وكان القانون الإنجليزي حتى عام 1805م يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات.
أما إن سألت عن حال المرأة عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام فقد كانت مصدر شؤم على أهليها، ونذير بلاء على ذويها، استعبدها الرجال في ذلة وامتهان، إن سأَلت لا تجاب، وإن احتيج إليها فللسّعي والاحتطاب، لا وزن لها إلا بمقدار ما تطلبه نزوة الرجل ورغبته، ويومُ خروجها إلى الدنيا يومٌ تَسْوَدُّ فيه الوجوه، وبشرى البشير بها سخَطٌ وعقاب، وبشراها دفنها في التراب، لا يستطيع أبوها مقابلة الرجال من الخجل الذي يشعر به، إما أن يترك هذه البنت مهانة، ويصبر هو على كراهيتها وتنقص الناس له بسببها، وإما أن يقتلها شر قتلة، بأن يدفنها وهي حية ويتركها تحت التراب حتى تموت.
كما أنها إن بقيت على قيد الحياة لم تكن تأخذ شيئا من الإرث، كانوا يقولون لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وكانوا إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه.
منقووووووووول من جريدة الوطن