السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفئة من الناس إحترام خاص بهم . وهم المتقاعدين . فلمسة وفاء منا لهم . بمقال أوثناء أو مشاركتهم معاناتهم . ولو بقلم يضفي جزء من الثناء عليهم . .
الحياة ما بعد التقاعد
عبدالعزيز فرحان العنزي
الإنسان بطبعه منتج في كل مراحل العمر. والكثير يهوى ان يكون ما بعد التقاعد سلسلة لنجاحات مرتبطة بما قبلها. وبما صنعه وأنتج به أجيال هم على شاكلته . فالعطاء سمة به (حتى ولو هو في خريف العمر) وهي نتائج عقود من النجاح .
يصاب البعض بالحنين إلى المكان الذي يعمل به في الأشهر وربما السنوات الأولى ويكون للمكان رائحة خاصة وهذا ما يسمى بعبق المكان. وربما يكون لهذا الحنين ردة فعل تعكر الصفو وربما العكس. والصحيح (أن الحياة هي ما بعد التقاعد) وهذا مبدأ الإنتاجية .
يغلب على الكثير ان التقاعد هو فترة راحة من مشقة لسنوات طويلة من العمل والتعب والعناء. فيرضى بالبقاء داخل الأسوارمن (سكن، استراحة، سهر) فلا يمكن ان يحقق طموحات من المفترض ان تكون مجدولة مسبقاً. وبالتالي لا يظهر الخبرات التي حاكتها السنين. وقد تتلاشى هذه الخبرات في أشهر معدودة.. وهذا المبدأ لا يمكن ان يرضى به فضلاً عن غيره .
بينما يكون بالطرف الآخر شخص، يكون التقاعد لديه بداية لحياة جديدة بالكامل (كشجرة مثمرة) بكل الفصول يتكاثر ثمرة من عام لآخر. وهذا الإنسان الذي ينظر إلى الحياة بعين الرضا وعين الأمل، فهو منتج بكل مراحل العمر .
ان التخطيط للعمل ما بعد التقاعد هو تخطيط من تجربة خاصة بالشخص. يكون أول من يقطف الثمر. ويجني الحصاد بعده الأولاد الذين هم بحاجة ماسة في هذا الوقت لأولياء أمور يعولون عليهم صناعة مستقبل واعد، يكون أماناً لهم بعد الله عز وجل. وهذه المهمة على عاتق أولياء الأمور من الجنسين. ليس واحداً دون الآخر .
صحيفة الرياض 13/ 7 /1433 هـ