أحب الاستماع ..
لكل التفاصيل الدقيقة التي تؤدي بمجملها إلى صورة مثالية لمباهج الحياة وجمالها وروعتها ..
لكل الكلمات التي تشدو فخراً بإنجازات صاحبها "المهمة" ..
حتى لو بدا ذلك "غروراً" أو مبالغة "بتقدير الذات" ..
لكل حكايات الطفولة القديمة ..
وعن طفل يدفعه فضوله وحبه للمعرفة أن يحطم ألعابه ويستكشفها ..
لكل الجمل اللبقة التي تعزز وتقدر مكانة "المرأة الإنسانة" ..
وتدرك مدى الحاجة لها وأهمية الدور الذي تلعبه سواء كان أم أو أخت أو زوجة أو ابنة ..
أحب الاستماع ..
لضحكات الأطفال "الصارخة" التي تعبر بصدق عن مدى الفرحة التي تجتاحهم ..
بدون زيف أو تكلف أو تملق ..!
لكل شكوى من صديقة .. أساندها.. أحمل عنها ما يضغط على كاهلها ويثقله ..
وأكون مقدرة لانفتاحها وثقتها بي ..
للقصص المتوارثة عن الأجداد و مشاهدة وميض الفخر الذي يشع من عيني صاحبها
عندما يرويها عن آباؤه وأجداده .. ويستخلص منها الحكم المتقادمة بمفرداتها المهجورة ..
كما لو أنه ينفض الغبار عن كل كلمة قبل التفوه بها ..
ولكل فلسفة تصاغ للحياة بحلوها ومرها ..
وعن طعم السعادة الذي قد نجده بعد أن يمتص منا رحيق العمر ويكون حصيلة للعناء المفرط ..
أو أن نتذوقه فقط عندما نقنع بما امتلكنا ..
أحب الاستماع ..
لتغريد الطيور عند تنفس الصباح .. وصوت الموسيقى الكلاسيكي العذب ..
للكلمات الكبيرة التي تضيق بي عندما أحويها ..
كالمطالبة "بالتغيير" ورفض كل "ثابت" يثير السأم و يعيق مسيرتنا نحو تطوير أنفسنا ..
ويمنع من انفتاح أذهاننا والخوض بتجارب تجعل حياتنا غنية بالمعاني والقيم ..
للإشارات الكونية المبهمة .. التي تنير لنا بصيرتنا و نستدل منها على خياراتنا بالحياة ..
ولكل المصطلحات المنتقاة بعناية "كالإيمان بالحب" .. و"النهايات الصحيحة" ..
و"الفطرة الخير " .. و "الفرصة الثانية" .. التي يطرب لها قلبي ويبتهج جراء سماعها ..
عندما يعنيها من يقولها .. ومع ذلك قد لا أجد لها تعريف ..!!
باختصار .. لكل ما هو (جميل) ويثير بكوامن النفس شعور (ممتاز) ..
أحــــــــــــــــــــــب الاستـــــــــــــــــــــــــماع ..
عندما أتأمل مدى شقاء بعض البشر والذين نطلق عليهم "الطبقة الكادحة" ..
وعن مدى استماتتهم من أجل الحصول فقط على ما يسد رمقهم من جرعات ماء ويشبع جوعهم من فضلات طعام ..
فضلاً على تكالب بعض أرباب العمل ضدهم ومعاملتهم بالسوء وكأنهم ليسوا محسوبين منا ..
ومفردة "البشر" لا تشملهم .. ومعاملتهم "بالإنسانية" لا تمت لهم بصلة ..!!
أستخلص إلى نتائج ثلاث ..
1- الحياة (غالباً) ليست عادلة ..
2- امتحان من القدير لاصطفاء أفضلنا (تقوى) ..
3- ضرورة مخالطتهم حتى تستوي المساحات المتعرجة من عقولنا ..
من الفظيع أن تعيش بظلام حالك ..
وتكون غير قادر على رؤية ما يراه الآخرون ويعتبرونه من المسلمات والأمور البديهيه ..
ولكن .. أحياناً ولبعض "المحظوظين" قد يخترق وميض من النور تلك العتمة الباهتة ..
ويجلب معه وعد لغد مشرق وأيام أفضل ..
ولكن هناك آخرون قد يفضلون أن يقبعوا داخل دائرة الظلام تلك ..
رافضين أي فرص تتوارى لهم بالأفق .. لينقشع عنهم ظلامهم بوميض من نور خافت ..
لأنهم هناك وهناك فقط .. يرون ما "اختاروا" رؤيته .. !!