لم أستطع النوم ، أتقلب على سريري ، فمددت يدي لجهازي المحمول لأكتب لكم ورقه من أوراق حياتي ، مشاركتاً لكم وإمتاع وفائده . بإذن الله.
نشأت ولله الحمد والمنه في بيت صلاح وأدب وخلق، صغيرنا يحترم كبيرنا ويقدره ليس فقط كلاماَ بل عملا وتطبيقاً.
والدي بارك الله له في عمره ورزقه كان حريصا كل الحرص على أن نتعلم الدين والأخلاق من قبل أن أبلغ سن الدراسة في المرحلة الإبتدائية ، أدخلني في مكتبة إستاذ باكستاني في مسجد مجاور ، حتى عندما إنتقلنا إلى حارة بعيدة عن ذلك المسجد كان يأمرنا ويشجعنا على الذهاب بل في بعض الأحيان نعاقب إن لم نفعل.
وفي مراحل العمر غير الدراسية قضيناها من مكتبة لأخرى ومن حلقة تحفيظ لأخرى ونوادي رياضة هنا وهناك حتى إنتهى بنا المطاف في غيرها .. المهم ..أرجع إلى محور خاطرتي.
بدأت الدراسة الإبتدائيه وفي أول مستوى شهري إستلمته ، وكان كرت أصفر كبير فيه ثلاث دوائر حمر ، تعني أني حصلت على تقدير مقبول فيها ، وكانوا يضعون تلك الدوائر ليسهلوا على أهل الطالب معرفة المواد التي رسب بها إبنهم إن كانوا لا يعرفوا القراءة ، وكنت خائفا كل الخوف من أبي أن يعلم بما حصل فختبأت عنه في أحد الغرف في البيت ، لألًى أقابله، ولكن الوالده حفظها الله أخبرته بعد أن أنبتني تأنيباَ قاسيا ، نادى على الوالد ، فأتيته من مخبئي خائف أتخيل ماهو لون العقاب هذه المره ، هل هو العقال أو كاسة الشاي ، أم أنني سوف أسمع صوت مفاتيحه في الجدار من خلفي ، وقفت أمامه فقال لي أين مستواك الشهري وهو امامه.
فقلت له أمامك ، قال لي أحضره ، فقلت في نفسي إيهه ناوي يمسك بيدي ، فصمت وجمدت ولم أتحرك ، فسحبه من أمامه ونضر به ، ثم نضر إلي وقال ماشاء الله شاطر ،
ياجماعه:
أنا تعبت وانا أحاول أكتب باللغه العربيه الفصحى بغير الموجه
على العموم ، قال شاطر ماشاء الله عليك ، فقلت في نفسي بدينا نتريق وإسلوب التعذيب النفسي ، والرزالة.
فمد يده في جيبه وطلع محفظته وسحب عشرة ريال ومدها لي ..وقال ونعم بولدي هذا الولد وإلا بلاش ..ولد فلان عنده خمسه مقبول وثنين ضعيف ..وإنت ما شاء الله عليك ما عندك ولا ضعيف..
والله يا جماعه ولله الحمد والمنه والفضل ...ثمانية عشر سنه وأنا أدرس من إبتدائي لمتوسط لثنوي للكلية ثم الجامعه لم أسقط في مادة واحده.. ولله الحمد والفضل ..
أعطاني دفعه معنويه وثقه في نفسي مايعلم فيها إلا الله ..
والدي وانا أعرفه ..ممكن ما درى ولا يدري بأنه في فعله هذا غير مجرى حياتي إلا الأبد بإذن الله وبعونه سبحانه.
فتخيل تلك الكلمات التي تلقيها على ولدك أو أخيك الصغير أو أيا كان ، كيف يكون تأثيرها إما سلبيا أو إيجابيا.
سلمكم الله هذه ورقه من ورقات حياتي ..قفزت في فقراتها وطمست على بعض تفاصيلها حتى يتسنى لي في وقت أخر أن أنشر ورقة أخرى أعلق على تفاصيلها ..
لكم مني كل التقدير
فيصل الرسلاني
أبو أسيل