الشــــعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب..!

[هند آل فاضل]

صرخة الإنسانية لا تجدي بقدر ما يجدي فينا الصمت ، فكثيرا ما نجد ردة فعل صامته نجد حرباً ضروس بداخلنا لكن بدون أن نتحدث أو نعتلي صخرة عاليه ننادي
يا أهل المدينة... يا أبناء القرية البعيدة ...يا تلك القبيلة المجاورة
هلموا ففي منطقي فصاحة الخطابة وبلاغة القول لم نعد نرى أيّاً من ذلك سوى بقايا من سوق عكاظ الذي أصبح لا يسمن ولا يغني من جوع حينما فقد رسالته الحقيقية عفوا يبدوا أنني شطحت بدون وعي لما أريد الحديث عنه
تعودت أن أبدأ صباحي بعد قرأت الأذكار ووداع والديّ بالجرائد والمجلات حيث أنني أحب الحضور مبكراً لأجل أجد متسعاً للقراءة
أتصفح حوادث هنا وهناك تراشق بين الكتاب وتعقيب من القراء ومدى تكالب الطعنات في أجساد المسلمين فبعد قرأت كل خبر ارتشف قهوتي لعلها تخفف مرارة حزني وما تجرعته من تلك الأحوال
أقرر في كل لحظه أنها أخر مرة أقرأ فيها الجرائد لكنها ليست بتوبة نصوح فسرعان ما أُعاود الذنب عفوا أقصد القراءة
فأحيل نفسي للقراءة في المنتديات فلا أجد سوى تراشق الكلمات وشد العبارات ورمي المعنى في مرمى المقصود بالتجريح فأشمئز من الأقنعة التي يتخفى بها بعض الكتاب بعضهم ارتقى لكن هناك من يقذف ارتقائه فتجده كتلك النخلة وحولها الحجارة
أو أنه كتلك الشجرة الطويلة يعجبك شكلها لكنها لا تؤتي ثمرها ولا تظلك من حر الرمضاء
أين تطبيقنا لقول الله عزوجل
" أَلَمْ تَرَ كَيْف ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِين بِإِذْنِ رَبّهَا وَيَضْرِب اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق الْأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَار يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَل اللَّهُ مَا يَشَاء "
فأين الكلمة الطيبة في حديثنا..؟!
وأين المعنى والمبنى..؟!
فلماذا أصبحنا نتحدث بلا وعي لما نقول..؟!
الأمر أيها القارئ
ذو خطب جلل ..ونحن لازلنا نكيل الشتم والإطاحة بذاك وتلك..
والذي يزعجني كثيراً هو أننا نتحدث بلغة الشعب ليس به خير ..
والشباب كذا والشابات كذا...وكأننا نحن من يجب على العالم أن يقدسه..
لايدرك أهمية الشعب ...ولا رقي مكانته...ولاترابط جوانبه..
كل همه أن يقذف بالحجارة أٌصيب من أصيب وسلم من سلم..!

اليوم كنت في محاضرة دورة من الدورات - فتقول بالرغم من أنها سعودية - (( أنا أفضل استقدام العمالة بدلاً من السعودية حتى لا يتم خداعك في مشروعك ..!!!
أليس من العيب أن نتحدث بهكذا بيان...نشوه الصورة أمام أنفسنا ومن ثم ندعو بالويل والثبور أننا أصبحنا نعيش بفوضوية
لماذا هذا كله...؟؟!!
أخرج للعمل نفس النظرة ...للمجتمع نفس النظرة ...للشارع نفس النظرة...
اختنقت من أمثالكم ...كيف تشوهون سمعت الشعب بهكذا طريقة......؟!
أما أن لكم أن تتركوا الشعب السعودي أن يعيش بخير إن كنت لا تر به الخير ولا النفع ولا الفائدة فمن واجبك تجاهه أن تتركه يعيش بسلام فمن الأسى أن يطلق عليك سعودي وإنما تسعودة ولعلها سعودتك كانت أيام الحرب الأولى ففقد كل مايثبت لذلك هو يشن هجوماً على الشعب..!
الهجوم في أي غزو تكون الفئة المستهدفة بكل تأكيد هي فئة الشباب والنساء..لأن المهاجم يدرك أنها الحجر الأساسي لأي شعب فإن أزاح هذا الحجر نال وسام إصابة الهدف...!
تراهم يمثلون كالشياطين...متصيدين العثرات...
نعم لابد من حركات الإصلاح التي تقوم من شذ عن الطريق ولكـن..؟!
كيف يتم ذلك..؟!
من خلال تعزيز نقاط القوة ليستطيع أن يقضي على الضعف بكل سهوله..!
ذكرت قصة في إحدى الدورات تقول أن هناك كان سباق عظيم أقيم للضفادع أيهم يصمد حتى يتسلق مبنى شاهق البنيان..!
جهزت المسابقة وانطلق الجميع وبدأ الكثير بالصعود وبدأ أعداء النجاح في تثبيط عزائمهم لن تصلوا...لن تصمدوا طويلاً...لازال أمامكم الكثير....الخ من العبارات
بالفعل بدأ الكثير من الضفادع بالسقوط حتى لم يبقى سوى ضفدع واحد...وصل حتى النهاية...
سأله الكثير كيف وصلت إلى هنا ومالذي جعلك تصمد طوال هذه الفترة بالرغم من الهتافات الصماء التي تقتل طموح النفس...؟؟!
صاح ماذا تقولون...؟!
فوجدوا أنه لا يسمع..!!!!!
فهل دائما سنصم أذاننا عن هؤلاء لنصل إلى العلا...!
لا تتحدثوا بلسان الشعب إن كنتم جهلاء...
أو عميان....أو تعيشون بلا هدف ...
فكل فرد من هؤلاء يمتلك القدرة على أثبات قدراته ونفسه

لنعود للمحور الأساسي من هم السعوديين...؟!
أنا ...أنت ..أنتِ... هو ...هي ..هم ...هؤلاء...
نحـــــــــــــــــــن الشعب السعودي..!!
نحـــــــــــن الشعب السعودي..!!
متى نفهم هذه العبارة جيداً..؟!