عاصفة من الاحتجاجات في باريس وواشنطن وبرلين وتل أبيب على دعوة أحمدي نجاد إلى شطب (إسرائيل) من الوجود
أحمدي نجاد يخاطب المؤتمر وتبدو خلفه لوحة لشعار المؤتمر «العالم بدون صهيونية». (أ. ف. ب)
طهران، باريس، واشنطن - أ. ف. ب، رويترز:
دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الى «شطب إسرائيل عن الخريطة» وهاجم الدول الاسلامية التي تعترف بالكيان الإسرائيلي، ما اثار عاصفة من الاحتجاجات في دول الغرب وخاصة في فرنسا والولايات المتحدة.
وهي المرة الاولى منذ اعوام التي يدعو فيها مسؤول ايراني رفيع المستوى علنا الى ازالة إسرائيل، حتى لو اندرج هذا الشعار في اطار الخطاب الدعائي للنظام.
وقال احمدي نجاد في خطاب القاه في مؤتمر تحت عنوان «العالم من دون صهيونية»، «كما قال الامام (الخميني) إسرائيل يجب شطبها عن الخريطة».
وحين ردد الطلاب في المؤتمر «الموت لإسرائيل» لدى ظهور احمدي نجاد على المنصة، قال لهم الرئيس الايراني انه عليهم تكرار هذا الشعار بصوت اعلى.
ودعا الرئيس نجاد الذي خلف الاصلاحي محمد خاتمي الى وحدة الفلسطينيين لبلوغ «مرحلة تدمير النظام الصهيوني». ودافع احمدي نجاد الضابط السابق في حرس الثورة الايراني عن الكفاح المسلح الفلسطيني مندداً بالدول التي اعترفت او ستعترف ب (إسرائيل). واضاف أن «العمليات المسلحة في الاراضي المحتلة تشكل جزءا من حرب ستحدد مصيرها، فنهاية حرب عمرها مئات الاعوام ستتقرر على الارض الفلسطينية». واكد أن «قادة الامة الاسلامية الذين سيعترفون بإسرائيل سيحترقون في نيران غضب شعوبهم»، لافتا الى ان هؤلاء سيوقعون «استسلام العالم الاسلامي». وندد بإسرائيل كونها صنيعة «قوى الظلم العالمية»، في اشارة الى الولايات المتحدة والغرب. واذ تحدث احمدي نجاد عن «حرب تاريخية عمرها قرون عدة بين المستكبر والعالم الاسلامي»، اعلن «سقوط آخر معقل للاسلام قبل نحو قرن عندما التزم الاستكبار العالمي انشاء النظام الصهيوني». وتابع «انهم يستخدمونها (إسرائيل) قاعدة متقدمة لنشر افكارها في قلب العالم الاسلامي». ويشكل رفض ايران الاعتراف بإسرائيل احد ابرز العوائق امام تطبيع العلاقات بين طهران والغرب. وتتهم الولايات المتحدة ايران بتعطيل جهود السلام وتزويد الحركات الاصولية المناهضة لإسرائيل السلاح. وبعث امين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله برسالة الى المؤتمر يقول فيها «سنجمع كل الوسائل لتدمير النظام الذي يحتل القدس». وحضر المؤتمر كل من ممثل حركة (حماس) في ايران وسفيري سورية والسلطة الفلسطينية. ومن المتوقع تنظيم تجمعات كبيرة مناهضة لإسرائيل غداً (الجمعة) في جميع انحاء البلاد. وسرعان ما نددت واشنطن بتصريحات احمدي نجاد في مرحلة يطغى فيها التوتر على العلاقات بين ايران والغرب.
واعتبر البيت الابيض انها تؤكد مخاوف واشنطن ازاء النظام الايراني وطموحاته النووية. - على حد قوله - .
وقال المتحدث سكوت ماكليلان للصحافيين ان تصريحات الرئيس الايراني «لا تفعل سوى تأكيد ما كنا نقوله بشأن النظام في ايران. انها تؤكد مخاوفنا بشأن نشاطات ايران النووية».
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس ان فرنسا قررت استدعاء السفير الايراني «للحصول منه على توضيحات» بشأن تصريحات الرئيس الايراني. وقال دوست بلازي في تصريح مكتوب «اتخذت علما بالتصريحات كما تناقلتها وكالات الانباء والتي جاء فيها ان الرئيس الايراني اعرب عن امله في ازالة إسرائيل (من الوجود) واكد ان النزاع في الشرق الاوسط سيبقى معركة دائمة بين اليهود والمسلمين». واضاف «اذا ما تبين ان هذه التصريحات قد تم الادلاء بها فعلا، فهي غير مقبولة. واني ادينها بأكثر التعابير حزما». وتابع الوزير الفرنسي «وبالتالي فقد طلبت استدعاء سفير ايران في باريس الى وزارة الخارجية للحصول على توضيحات».
وقال «ان حق إسرائيل في الوجود لا جدال فيه بالنسبة الى فرنسا». وذكر دوست بلازي بأن «هذه الدولة انشئت بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة»، مضيفا «ان القانون الدولي ينطبق على الجميع».
من جهته قال التحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية وولتر ليندر انه «في حال ادلى (احمدي نجاد) فعلاً بهذه التصريحات، فنحن نعتبرها غير مقبولة بتاتاً ويجب التنديد بها بشدة».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم فقال ان تل أبيب تعتبر ايران «خطراً اكيداً وراهناً»، رداً على تصريحات احمدي نجاد. وقال «نعتقد أن ايران تحاول كسب الوقت (...) لتتمكن من تطوير قنبلة نووية»، مؤكداً ان طهران تشكل «خطراً أكيداً وراهناً». - على حد وصفه - .
من جانب آخر، قال صرح رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل امس ان قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يجب ان يعاقبوا لكنه رفض اي تدخل اجنبي في الشؤون اللبنانية والسورية.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن حداد عادل ان «المتورطين في اغتيال الحريري يجب ان يعاقبوا لكن هذه القضية يجب الا تستخدم ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية واللبنانية». وردا على سؤال عن السياسة الاميركية في هذه القضية، قال ان «تحديد مذنب قبل انتهاء التحقيق مؤشر على طرح سياسي ونجد ذلك مثيرا للشبهات». ودعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز امس الى طرد ايران من الامم المتحدة. وقال بيريز في رسالة موجهة الى رئيس الوزراء ارييل شارون «هذه الدعوة تتعارض مع ميثاق الامم المتحدة وتوازي جريمة بحق الانسانية».
وأضاف بيريز «يجب تقديم طلب واضح الى الامين العام للامم المتحدة والى مجلس الامن الدولي لطرد ايران من المنظمة الدولية». واعتبر بيريز انه «من غير المقبول ان يكون على رأس بلد عضو في الامم المتحدة رجل يدعو الى الابادة». - على حد قوله - .