حجم الطلب 20 ألف وحدة سنويا
تحويل العمائر إلى إسكان دائم للحجاج يرفع الإيجارات 40 % في مكة
عبدالكريم المربع ـ مكة المكرمة
أكد أعضاء في اللجنة العقارية بغرفة مكة أن العاصمة المقدسة تشهد أزمة سكنية حقيقية وقدروا حجم الطلب على الوحدات السكنية فيها بأكثر من 20 ألف وحدة سنويا، مبينين أن هذه الأزمة تسببت بدورها في رفع إيجار الإسكان الدائم في جميع أرجاء المدينة، حيث وصلت نسب الارتفاعات في أسعار الإيجار إلى نحو 40%. وأرجع خبراء عقاريون أسباب ارتفاع أسعار الإيجارات إلى الإجراءات التي فرضتها أمانة العاصمة المقدسة في ما يخص ارتفاعات المباني من حيث زيادة عدد الطوابق المتكررة، وتقلص المساحات السكانية بسبب المشاريع التنموية، وزيادة معدلات النمو السكاني في المنطقة الذي بلغ نحو 2.7% سنويا. وكشف منصور أبو رياش رئيس اللجنة العقارية بالغرفة أن هناك حركة تصعيد في أزمة الإسكان وسيتضح ذلك جليا بعد نهاية موسم الحج، وأرجع السبب إلى اهتمام بعض المستثمرين إلى تحويل مستثمراتهم إلى مساكن دائمة للحجاج.
إلى ذلك أكد عضو اللجنة العقارية في الغرفة بندر الحميدة أن العاصمة المقدسة بدأت تشهد أزمة سكانية خلال الآونة الأخيرة بسبب تشدد الأمانة في تطبيق إجراءاتها وعدم السماح بزيادة عدد الطوابق وخصوصا في بعض المخططات الجديدة كمخطط الشرائع الذي يعد من أحدث المخططات في العاصمة المقدسة، والمتميز ببعده عن المنطقة المركزية المجاورة للحرم المكي الشريف، الذي يؤهله أن يكون من ضمن المخططات التي تجتذب الراغبين بالسكن كونه بعيدا عن مناطق الازدحام والكثافة الحركية، وعدم اكتمال مشاريع البنية التحتية التي فاقمت من أزمة المياه والصرف الصحي والخدمات الأخرى في المناطق ذات الكثافة السكانية.
ولفت إلى أن هذا الحد من الارتفاعات أسهم وبشكل أساسي في اختلاق أزمة المساكن، مطالبا الأمانة والغرفة التجارية أن تتعاون مع المستثمرين في العاصمة المقدسة وأن تقوم هاتان الجهتان بتوجيه فرص الاستثمار والمطالبة بتوفير المسكن الاقتصادي.
وأشار إلى أنه على الرغم من التوجهات بالمساهمة في حل مشكلة تأمين مساكن للتملك في المملكة إلا أن ذلك يتطلب جهودا كبيرة من قبل القطاع الخاص لتأمين مساكن ميسرة للمواطنين ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الأراضي مع الارتفاع المطرد في النمو السكاني الذي تشهده المنطقة.
وأوضح مختصون أن حدود إسكان الحجاج تخطت هذا العام الأماكن المعتادة بسبب إزالة آلاف العقارات بمنطقة الشامية والغزة لصالح مشروع توسعة ساحات الحرم المكي الشريف شهدت معها المنطقة حركة عقارية كبيرة مع ارتفاع الأسعار.. مشيرين إلى أن المستثمرين من أصحاب حملات الحجاج اضطروا إلى البحث خارج هذه الحدود بسعر بسيط ليضمن لهم عوائد مالية مربحة لافتين إلى أن ذلك أوجد حالة من الاستنفار في كثير من مكاتب العقار بتلك المناطق التي لم تكن يوما ما سكنا للحجاج وهو ما أثر سلبا على سكان هذه المناطق الدائمين فنرى مشهد المعاناة لكل عام يتكرر في استبداد المؤجر وزيادة طمعه من خلال توظيف حاجة المستأجر الماسة للعقار في مناطق لا تمت إلى العمرانية بشيء فأصبح الطرد والإقصاء هو مآل سكانها، الآن لا تفريق بين المتأهلين وبين العزاب الكل يفاجئ بين يوم وليلة بقرار الخروج من السكن بحجة التأجير لموسم الحج.
أبو يوسف (صاحب عقار) أشار إلى أنه سيكون أسوة بغيره، إما رفع الإيجار للتعويض عن موسم الحج أو الإخلاء.
خليل ومنصور وعبدالله (طلاب جامعيون) اعتادوا على قضاء ما يقارب الشهرين من كل عام في خيمة تنصب بالعراء بالقرب من جامعه أم القرى بعد طردهم من سكنهم مبينين صعوبة التكيف في مثل هذه الظروف والجمع بين التحصيل العالمي والاستقرار.
بينما علق الكثير الأمل في حل هذه المشكلة خلال المواسم القادمة وذلك فور الانتهاء من المشاريع التطويرية القائمة بالمشاعر المقدسة التي سوف تسهم في التخفيف من الضغط السكاني على المناطق المركزية بمكة.