أيام زمان يارمضان
كنا أطفالاُ تسرق عيوننا الأيام لتحري قدوم شهر
رمضان الكريم كم هي السعادة التي تغمرنا لقدوم
هذا الشهرالفضيل رغم تعبنا وعدم قدرتنا لتحمل
الصيام لصغر سنناولكن كنا شغوفين للصيام رغم
مشقته كم هي جميلة تلك الأيام والتي كانت الصلات
بين الأقارب بشكل مستمر نشعر من خلالها إننا
عائلة واحدة نتسامر سوياً ونتبادل الهموم فيما بيننا
ونتقاسم لقمة العيش رغم بساطة تلك الحياة إلا إننا
نشعر إننا أسعد مافي هذا الكون والذي قوامها
الشفافية والعفوية والنقاء والصفاء يختلجها التسامح
والعطاء والصدق والمحبة والتعاون يجمعهم رابطة
الدم بدافع ديني لتجد بين طياتها عطف الكبير على
الصغير واحترام الصغير لكبير كلما يقودني خيالي
لأيام زمان يأسرني الحنين إلى العودة إلى الماضي
الله على تلك الأيام الرائعة والتي نحلم بعودتها
لتنتشلنا من تعقيدات حياة اليوم برتابتها وتشبعها
بالماديات التي خنقت الكثير منا للهث ورائها .
كنت طفلاً صغيراً يركبني والدي معه بعد أن حمّل
الكثير من الفواكه والخضروات لتوزيعها على أبناء
العمومة وهم كذلك فكنا كأسرة واحدة نتبادل ما
يكون بين أيدينا وإذا مرض أحد من أبناء عمومتنا
نكون بجانبه نستشعر ألآمه ونواسيه وإذا شفي نحمد
الله ونقيم السهرات الملاح لقد عشنا الحياة الحيّة
بتفاصيلها الجميلة وجوانبها المضيئة ولكن خرجنا
منها بواقع اليوم المرير لأقف بخيالي بحنين
الماضي وألم الحاضر شتان بين وبين لنبكي أيامنا
الجميلة التي كنا نخوض غمار لذاتها الرائعة لتختفي
تلك الأيام ولم يبقى منها سوى ذكريات تعزف
حنينها بدواخلنا لعودة تلك الأيام الحالمة لقد تباعد
الأحباب وفقد الترابط وأصبحت الحياة مجرد مادة
خالية من المشاعر في كثير من خفايا حياة اليوم
لنغرق بحيــــــاة طغت الماديات بين جوانبها
وأصبحنا تائهين نسير وفق أهوائها تجذبنا يميناً
ويساراً ولم يبقــــى لنا إلا أن نتذكر أيام زمان
يارمضان لنعيش تلك الأيام والليالي الحالمة المفعمة
بطعم الحياة الحّية لتخفف لوعات ومآســــي اليوم .
بقلم / طلال الفقير