الحكمة غرض من أغراض الشعر العربي ، جاءت في تضاعيف القصيدة العربية
وفيها يعبر الشاعر عن تجربته الشخصية أو الأجتماعية ، يطلقها شعرا
متضمنا معنى من المعاني الحكيمة التي ترضي الدين و العقل و قد تمتزج
بوجدان الشاعر فتصدر عنه لتعبر عن وجدانه وتعكس رؤيته للوجود و الفناء
وغير ذلك من المعاني و القيم الإنسانية الخالدة التي تهم الفرد و المجتمع .
ولقد عرف العرب في جاهليتهم بسرعة الخاطرة تحمل في طياتها واحده
أو أكثر من المعاني و المضامين الحكمية و الإجتماعية ومما لاشك فيه
أن العصور الإسلامية التي تلت العصر الجاهلي أغنت هذا الغرض ( الحكمة )
وزودته بثروة هائلة من الحكم و الأمثال بل صححت كثير من الحكم التي جانبت
الحق و الصواب .
ومن الحكم الجميلة أبيات جاءت في معلقة طرفه بن العبد
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة = على المرء من وقع الحسام المهند
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهل = ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وكذلك تحتل الحكمة في الشعر النبطي مكان واسعا ،قل أن تجد شاعر إلا ويسطر
في قصائده من الحكم الرائعه التي تنفذ الى صميم العقل و التجربه .
ومن جميل ما ورد في شعر راشد الخلاوي :
من لايحصل باول العمر طوله = فهو عاجز عنها إذا صار شايب
ومن خاب في أول صباه من الثنا = فهو لازم في تالي العمر خايب
وبعد هذه المقدمة المختزله كيف يطيب للأخ بدر صفوق وهو ناقد وحكم
في لجنة مسابقة شعر شعبي أن يردد على أسماع الجمهور اكثر من مره
أنه منذ نعومة أظافره لم يعرف ان الشعر له علاقة بالحكمة و الأمثال
و التجارب.
هذا التصريح اعتبره أغتيال لغرض من أغراض الشعر العربي
بخنجر لجنة شاعر المليون والساكت عن
الحق شيطان أخرس كما أن المتحدث بالباطل شيطان ناطق .
مع صادق الود و المحبه