[ ::
:: ]
بين الحِين والآخر يخرج لنا من يتحدث
على المنبر الإعلامي مُمسكا ً بِـ شهادة الدكتوراة
مِن جامعة دولية
يُخبرنـا عـن أسس التطور الفكري
وأهمية جِسر العلاقة مع الغرب
ووضعنـا السياسي بجوار دولٍ أنهكتها الديكتاتورية
وإطلاعه على ما يَحدثُ فِي أزقة 'الكهف الأسود'
مفتخرا ً بهذا الإطلاع
. . !!
/
في المقابل
يخرج آخر .. ممسكاً بـ شهادة الجامعة الإسلامية بالمدينة
ودوراته ورحلاته بين دول الشرق وأدغال أفريقيا
وأحزمة الجودو والكونج فو وطريقة إشعال الحطب
يسترسل بنا عن نوايا الغرب ِ والحكومات الشيوعية
وعن وجوب ركوب الخيل وينسى الدين ولا يحفظ سوى
' المسلم للمسلم كالبنيان '
. . !!
/
كأني بهما أرى قساوسة أوروبا
قُبيل خروج ' سيغموند فرويد '
حِين أتفقت الكنيسة شيئا فـشيئا
لِـ تُقصي الشعب عن همومه
وتكون المتحكمه في أموره
أخذت تضيق تِلك الكنيسة على الشعب
حتّى وصل بها الأمـر ' تحريم الزواج '
وتحليل الزنـا .. للضرورة
بشرط الحصول على موافقة الكنيسة
أصبح الشعب .. همه الاكبر كيف الحصول
على موافقة الكنيسة
نَسِي المحاصيل الزراعية
نسي الصناعة ..
نسي حتى ( طريقة التفكير )
فـ الكنيسة هي من تُفكر . . هي من تتخذ القرار
/
حين أستمع لأولئك ' التياران '
تيار جامعة كالفورنيا ... وتيار الجامعة الإسلامية
كأنهما الكنيسة
فـ الأول .. يريد فرض رأيه مُدعيا ً الحرية
والتسامح ويناقض نفسه بعدم تقبله للفكر الآخر
أو ما يسميه هو ' بالفكر الإسلامي '
وتمييزهـ بين طبقات المُجتمع فلا حكيمٌ سوى
من يحمل الشهادة العليا تِلك
فـ يقول هذا تيار الطبقة 'المخملية'
فهو تيار ' راقي ' يصعب على شاب بسيط تفهم مبادئه
أو على ربـة منزل أن تستوعبه
' أرى القسيس الأعظم هُنا '
والغريب أنه يقول أن هذا التيار هو الإسلام الصحيح . .!!
/
اليهود وحدهم هُم الراقون وهُم وحدهم مَنْ لا يرغبون بـ عامة
البشر أن يتبعوا نمطهم بالحيـاه أو ' دينهم ' . . . !!!
/
أما الآخر .. فـ يحملك بهموم الدول المجاورة
والغير مجاورة . . لِـ درجة أنك تعتقد أنه مواطن لتلك الدولة
التي طالما أنهكتنا إقتصاديا ً بفضل ' سخاء ولاة أمرنا '
فـ يُمسك بزمام الحوار مُتحدثا ً عَن عجوز ٍ في أدغال أفريقيا
وعَن مسجد ٍ هُدم تحت جنازير السوفييت
' حينما كانت المصلحة لـ عمتي الكُبرى '
أو ربمـا عَن فتاة في جنوب لبنان فقدت زوجها
' لا يضير أن أتبرع بخمسة ريالات '
شرط أن استمتع بمنظرها الجميل على شاشة التلفاز
لو مرة بحياتي
' أعذرونِي فمازلتُ مراهقا ً '
/
هكذا هُم في بلدي المثقفون
أصحاب الكنائس الإعلامية
أصحاب الشأن والقرار
هكذا هُم من يدّعون الرقي الفكري
/
ما يحدث بـ أحياء عرعر .. جنوب الرياض
ونابية الدمام ... لا يهم
لا يضرهم أن يتعذب من المرض رجلٌ
حمى حدود الجنوب من قوات عبد الناصر
وثغور الشمال من غزو العراق
فهو مُتقاعداً ( مُت قاعداً ) مُت قاعدا ً . . . وتطول القائمة
أو شابةٌ ترملت بين طفليها في ريعان الشباب
وقعت بين أنياب مُرشدٍ أجتماعي أو أخٍ عربيد
. . . لا يـهـم !!
\
لـِ الكاتب المميز
م ـعجب الفرح ـان
::
المصدر
[::
::]