
في إحدى مراحل الدراسه واجهت مادة بالغة الصعوبه كنا نعاني منها أنا وزملائي لدرجة أنني فكرت
أن أترك الدراسه بسببها لكن المفاجأه كانت أن المدرس الذي كان يدرسنا تلك المادة كان من قبيلة عنزة
الكريمه التي أنتمي إليها بالصدفه أكتشفت ذلك الأمر ولم أنتظر كثيراً دخلت عليه في المكتب عرفته بنفسي
وتعمدت أن أركز على كلمة العنزي في النهاية لكنه لم ينتبه أو تغاضى المهم قلت له أنني في ورطة بسبب المادة
الصعبه التي يدرسها كان رده علي حالك حال غيرك فقلت له الكلمه المعتاده أنا أبن اخيك أبيك تساعدني لكن رده
كان صاعقاً بأن قال لي وإذا عنزي هل صلة القرابه التي بيني وبينك تجعلني أهضم حقوق الآخرين حقيقة الأمر أنني
خرجت وأنا جداً مستاء من موقفه معي وذلك الموقف كان بمثابة تحدي واضح لي بأن لا أعتمد عليه في الأمتحانات مما
جعلني أذاكر وأشد على نفسي لأنني وببساطه لا أملك خيارات غير الأجتهاد ولكل مجتهد نصيب جاء وقت الأمتحانات
وكنت جاهز ذهنياً قدمت الأختبار وأجتزته بدرجة ممتاز والحقيقة أنني فرحت جداً بتلك النتيجه عموماً لمى أنتهت الماده
من التيرم جاء لي الأستاذ الفاضل وقال لي بالنص مبروك وأنت أبن عمومتي لكنني تعمدت أن أقسو عليك كثيراً حتى لا
تعتمد علي لأنني لن أدرسك وأساعدك الدهر كله أحببت أن أقول لك بطريقتي الخاصة أنك تستطيع أن تنجح بدون
مساعدة الآخرين والحقيقة أن موقفه لم يغير رأيي لم تزل كلماته التي أزعلتني في يوماً من الأيام باقيه في ذاركتي
نموذج الأستاذ الفاضل للأسف قليل في زماننا هذا لأن الواسطة وببساطه أصبحت تقفز سلم الكفاءات والمؤهلات بكل
سهولة فهي تنجح وتعين وترقي بدون أي تعب على أسس الأنتماءات القبيلة والعوائل والتكتلات التي تسكن في
المجتمع..كنت أريد أن أقول للمعلم الفاضل أنت مثالي في زمن غير مثالي بتاتاً
مسألة الأعتماد على النفس مطلوبه وشيئ جميل أن يعتمد الأنسان على نفسه
لكن صديقي الأستاذ شطح وبالغ كثيراً !! وأراهن أنه أحيل على التقاعد بينما
أحد الأشخاص من دفعته أصبح وزيراً ودمتم بخير ..