:: المركز الإخباري :: الديوان المقروء :: الديوان المسموع :: قناة ويلان :: مركز التحميل :: للمميزين فقط ::

مركز ويلان الاخباري
استسهال الشعر (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3749 )           »          عروض: بحر المتدارك (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3910 )           »          عروض: بحر المتقارب (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1211 )           »          عروض: بحر المتقارب (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8794 )           »          عروض: بحر المجتثّ (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3901 )           »          عروض: بحر المقتضب (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9031 )           »          عروض: بحر المنسرح (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4012 )           »          عروض: بحر الخفيف (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3679 )           »          عروض: بحر الرمَل (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1383 )           »          عروض: بحر السريع (اخر مشاركة : مصطفى معروفي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3571 )           »         
آخر المشاركات




المنتدي العام للمواضيع العامه التي ليس لها منتدى متخصص

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30/10/07, (12:39 PM)   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو ريناااااد
اللقب:
عضو ذهبى
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو ريناااااد

البيانات
التسجيل: 06/10/06
العضوية: 1175
الدولة: وطن المحبة
المشاركات: 1,304
بمعدل : 0.19 يوميا
معدل التقييم: 58
نقاط التقييم: 72
ابو ريناااااد يستحق التميز


الإتصالات
الحالة:
ابو ريناااااد غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدي العام
افتراضي كنتُ زوجة مدخن ...!

قالها نجيب الزامل في الاقتصادية

أترجم لكم، وبتصرف هذه المقالة التي كتبتها «سوزان ماجواير» في جريدة شيكاغو تريبيون

كنتُ أتأمل في وجه الطبيب الصارم الحزن، وأتابع شفاهـَهُ النحيلة وهو يشرح لي حالة زوجي :» زوجُك يا سيدتي مصابٌ بورمٍ سرطاني متضخم بالرئة، ويبدو أن التدخين هو الجاني.»

.. خرجتُ أجري وقد انفصلت عن العالم المحسوس، وجرفتني أعاصيرٌ من الحزن والبكاءِ والغضبِ وضياع الأمل... حزنٌ، حزنٌ لا يوصف. كنت أسير بلا هدى في ممرات المستشفى ثم خرجتُ أريد هواءً .. وإذا سحابة ٌتمرّ من جانبي، عرفتُ أنها دخان سيجارة ، وسرت بأعصابي رجفة ٌشديدة، وكأني أمشي في مكانٍ مقفرٍ في ظلامٍ داجٍ، ورجلٌ سفاحٌ يتتبعني ليغرز في ظهري نصلا منقوعا بالسم.. ثم مر الرجل بجانبي وهو يرتشف آخر مجّةٍ في سيجارته ويرميها في الهواء.. وكأنه رمى روحَه وروحي وروح زوجي وراء عقب السيجارة الملتهب جمرة في الهواء قبل أن تحط في الأرض وتنسحق رمادا، كما تـُسحق روحُ زوجي وحياته، وحياتي، وحياة أولادنا..

وتذكرت أن هذه السيجارة المجرمة قد قتلت أحب الناس إلى قلبي .. جدي. وكان رجلا عملاقا متينا، ثم ضربه سرطان الرئة وصار يضمُر ويختفي ويهزل حتى وجدناه ميتا والدماءُ تسدّ فمَه..

كيف أتخلص من هذه الذكرى؟ ولكني في عين إعصار الذكريات المتتابعة العاصرة.. تذكرتني صبية ًوأنا أدرس في الجامعة حين عملت في ساعات فراغي محررة لتقارير المرضى الداخلية التي يعدها الأطباء في قسم أمراض السرطان بمستشفى في شيكاغو، ودائما أقرأ هذه العبارة: «المريض مدخن». وأحوّل تقارير المشرحة للذين ماتوا من السرطان وقد عانوا أفظع الآلام الجسدية والنفسية ( وقد عشتها لحظةً لحظة) وأقرأ هذه العبارة اللازمة:» المتوفى كان مدخنا»..

على أن آلامَ زوجي وآلامي لتوها بدأت..

فلقد بدأ زوجي بالعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وجاءت المعاناة، وضيق النفس، والكوابيس، والهلوسة. شجعته يوماً على الخروج، ورحت أسرِّح شعره لأرفع معنوياته، وإذا بكامل الخصلة الأمامية تخرج بجذورها من رأسه وتعلقُ بيدي، وصرختُ صرخة هستيرية، ولم أصحُ إلا والنشادر القوية تعصف من فتحتي أنفي.. وليت أن آلامه كانت تقف عند ذاك..

في زيارة طبية، لم يخرج زوجي. قرّر الطبيبُ أنه لابد أن يدخل لاستئصال رئته اليمنى، وإلا الموتُ القريب.. ولم يعد زوجي جسدا مقفلاً أبدا بعد ذلك، كل فترة يدخل المستشفى إلى غرفة العمليات، وتمت له تسع عمليات استئصال لأورام في رئته المتبقية.. ولم يعد يجد الهواءَ رغم ما أوصل له من أنبوبة الأكسجين التي صارت كعضو من جسده.. ويواصل الاستعطاف : «أين الهواء؟ أريد الهواء.. اشتاق الهواء يا سوزان..» ولكن ليس بيدي الهواء، ولو كان بيدي فأين أضع بها الهواء حيث لم يعد متسعا لرئةٍ هالكةٍ أن تحتفظ برشفة هواء..

كان زوجي قد ترك التدخين فعلا.. وشجعه على ذلك صديقة وتوأم حياته «توم» .. في يوم أخذته للمستشفى وقد صار جسدا ضئيلا خاويا مثل لون الرماد الفاتر.. ولم يعد في لغته إلا جملة واحدة: «سوزان لا أطيق آلامي».. وكنت أقول بسري: «ولا أنا يا حبيبي».. لم يعد يصحو زوجي إلا نزرا يسيرا ثم تأخذه دياجيرُ الغيبوبة .. صحا مرة ووجدني أبكي، وقال لي مهلوساً: «عندي لك خبرٌ جميلٌ يا حبيبتي، لقد تركتُ التدخين.» ثم يحاول أن يخرج ضحكة ًمميتة الحزن ويتابع: «ولكني تأخرتُ قليلا..».. وكانت آخر جملة قالها في حياته.

مرت سنوات وكل مرة أرى «توم» بقامته المنتصبة وهيكله الراسخ يلعب الكرة في ساحة حديقته مع أحفاده.. ألعنُ تلك اللصة التي سرقت سنوات زوجي.. وسنواتي.

أنا ... زوجة مدخن. لا ،


كنتُ زوجة مدخن.


















توقيع : ابو ريناااااد

عرض البوم صور ابو ريناااااد   رد مع اقتباس

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة: استضافة رواد التطوير
الساعة الآن (09:00 PM)


مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه