
قبل أيام قمت بزيارة أحد الأقارب وعندما كنا نتبادل أطراف الحديث صدر صوت الخادمة من الداخل ينادي قريبي
فأستأذن مني وقال دقائق وأعود ذهب الرجل وما هي لحظات إلا وسمعت صوت بكاء طفل والراشديات تنهال
عليه من كل حدب وصوب ومن أن أنتهى قريبي من مهمته في تكفيخ أبنه حتى عاد للمجلس سألته هل ضرب
أخاه الصغير قال لا قلت هل سرق السيارة قال لا قلت هل سرق نقود قال لا قلت إذن ما الذنب الذي جعلك تضربه بكل
هذه القسوة قال لي لقد خرج بمفرده إلى البائعة التي خلف منزلي !!! قلت وما المشكلة قال الا تعلم ماذا يحدث للأطفال
من جرائم قتل وأغتصاب من هنا وهناك قلت نعم أسمع بها وما هي إلا لحظات حتى عدت بنفسي إلى زمن الماضي
الجميل عندما كنت أقطع أنا واحد أخوتي عشرات الكيلومترات نقضيها بعيدا عن المنزل دون خوف أو وجل وأعمارنا لم
تتجاوز التاسعه ! والهدف هو أن نصطاد عصفوراً !
والغريب بالأمر أن من كان يحرضنا للخروج من المنزل هم أهالينا حتى لا نزعجهم داخل المنزل شيئ
غريب أن تصل الحال بأطفال هذا الزمان المساكين إلى العزلة التامة عن المجتمع الخارجي وهذا ما جعلهم غالباً أطفال
دون شخصية والأغرب من هذا كله أن يأتي أحدهم ليتغنى بالأمن والأمان الموجود في بلداننا ! أقول له بالفم المليان
أمن البلد ضايع أو بالأحرى معدوم إذا كان الطفل يحرم من لهوه وإذا كانوا ضحايا جرعات الموت في إزدياد وإذا كانت
جرائم القتل على عينك يا تاجر وإذا كان السلاج متوافر ويباع عبر مزادات الأنترنت وإذا كانت جرائم الأغتصاب تفعل في
وضح النهار بل وفي حمامات المساجد أعزكم الله إذن أين هو الأمن والأمان وما مفهومه عند البعض ! بالأمس القريب
ضاعت الطفلة أبتهال وقبلها آمنه في الكويت وبعدهما مجرم يغتصب 18 طفل يتم القبض عليه في الكويت قبل أسبوع !
أقول للذي يتغنى بالأمن أنت ضايع يا صديقي وعلى وزارة الداخلية المؤقرة أن تنشر بروشتات توضح ما هو المطلوب
من الطفل من إجراءات أمنيه حتى يذهب إلى البائعة التي خلف المنزل دون أن يضرب !