العالم رجل !!!

[ريما محمد]

هكذا تكيفت مع حياتي
بدأت حديثها وهي تؤكد أنها وجدت السعادة أخيرا
بادرتها من تجلس معها بالسؤال كيف؟
عندما تزوجته أصبح كل حياتي رأيت الدنيا تمر من خلاله لا شي سواه بعد الله سبحانه وتعالى ورسوله أحسست بحنانه وعطفه فأيقنت إن حظي بهذه الدنيا جميلا جدا كيف لا وخالد زوجي الرجل الخلوق والشخصية التي تتمناها كل فتاة وجدت فيه فتى أحلامي لا بل اكبر من أحلامي أهملت العالم كله وكرست حياتي له فقط فالعام أصبح خالد فقط والكل يؤيدني على ذلك فانا منذ إن كنت صغيره وأنا اسمع إن المرأه ما لها إلا زوجها ويجب إن يكون الرجل هو محور حياتها الذي تدور حوله
سمعت وفهمت ذلك وجاء التطبيق لأصبح نسخه طبق الأصل من أمي وجدتي وباقتناع تام مني لان خالد يستحق أكثر من ذلك
قد يكون اهتمامي به جعله يمل نعم فالزيادة كالنقصان لا اعلم ولكني سرعان ما اكتشفت إن سفريات زوجي المتكررة ليست للعمل
في البداية كدت اجن ولم أصدق أن خالد ممكن أن يبحث عن أمراه أخرى
فهذا ضرب من المستحيل لأنه تزوجني عن قناعة واختيار شخصي منه رغم رفضي للزواج لإكمال دراستي لكنه أصر وتحدى جميع الظروف ليتزوجني
تكررت سفرياته ولم يرحم دموعي ولا اعتراضي المستمر ولاحظت عناده الشديد وتعلقه بالسفر
واستمر الوضع وأنا أحاول الصبر والتحمل ولا اعلم سببا لذلك
ورزقت بأربع أطفال وكنت كل ما يجهز نفسه للسفر ينقلب البيت إلى مأتم وهو لا يهتم بذلك
وفي ذلك اليوم جلست مع نفسي ونظرت لوجهي في المرآه وقد أنهكه التعب والسهر والهم والتفت لأطفالي وإذا بهم يحاولون الترفيه عني والدموع تدور بأعينهم وقال لي طفلي وهو ممسك بلعبته ماما من زعلك وأنا اقتله بمسدسي فقلت له (محد يقدر يزعل ماما لأطمئنه)فرد ببرائه أحلى ماما سبيدر مان قويه فضحكت من قلبي وتخيلت زوجي في هذه اللحظة انه يعيش أجمل أوقاته ويقضي أجمل أيام شبابه ولم نمر بباله أصلا فعزت علي نفسي وعز علي منظر أطفالي وأيقنت إنني إنا سبب تعاستهم وسبب عذابي
فزوجي لن يتغير وهذه حياته فلماذا لايكون لي حياتي
ومن ذلك اليوم قررت ان أغير حياتي وحياة أولادي وصممت على أن أعيش بسعادة وأتكيف مع وضعي وبالفعل أول شيء فعلته أن وضعت زوجي بمكانه الصحيح فمن قال إن الحياة رجل !!!!؟؟؟؟
لا الرجل جزء من الحياة فقط والحياة كبيره وعريضة ومشرقه فأبنائي من حياتي وأهلي وأقاربي وصديقاتي وعملي
وعندما عاد زوجي من سفره لم يجدني بانتظاره ودموعي تبلل وجهي بل عاد والبيت يعج بصديقاتي وبنات عمي وأولادهن والإبتسامة تعلو وجهي وأبنائي يمرحون بالحديقة وأنا اعلم موعد عودته وتعمدت إن ادعوهم في هذا الوقت بالذات
أحس بالتغير غضب قليلا ولكنني استمريت على وضعي الجديد تغير شكلي فظهرت اثأر السعادة والرضي علي فأشرق وجهي وأشرقت حياة أبنائي ولم اقصر بواجبات زوجي فهو لا يزال زوجي وحبيبي وأب أولادي ولكن بالحد الذي لا ينسيني إن الحياة تكون جميله حتى بدونه وتذكرت قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) الكهف ايه 6
فلماذا اترك زوجي يدمر زينة هذه الحياة ويدمر نفسيتي وهو لن ولم يتغير وضعه وسفرياته فانا لم استطيع تغيره فغيرت حياتي وأسعدت أسرتي
هذه ليست قصة ولا حلقه من مسلسل بل حياة واقعيه تعيشها أسرة بيننا


ريمـــــااا