الخميس 4 رمضان 1434
بسم الله الرحمن الرحيم
مكر مفر
من هول مشهد لم تشهد البشرية مذ وجدت مثله حشدا
وقف العالم مشدوها ليوم لم ير من قبل له يوما ندا
جموع لبت نداءين لكليهما تأويل فرق و إلى الشرخ أدى
فقد قسم الشعب فأضحي بعضه يكن للآخر غلا و حقدا
استقوى الساسة معتدين بالحشود يعدون أيهم أكثر جندا
وعدنا لجاهلية مكر مفر إذ كليب على يد جساس تردى
الكل يدعي الحق من أجل فرضه عنوة يصرف الجهد
فمبدأ الاختلاف في الرأي لا يلغي القرابة ولا يفسد الود
صار غريبا عن من يعتبر من يعارضه يستحق الوأد
تزاحمت العدسات تروج لمن سيحسن التأليب و الشحذ
تنثر الشائعات وتزور المشهد لتحول المحبة والوئام حقدا
وتلقفت أبواق الحاقدين أصوات الناشزين لتزيد النار وقدا
عوض التأليف تأليب وتشويه لزرع الفتنة لا تذخر جهدا
طابور ثالث انبرى بين الصفوف مدفوع الأجر بسخاء نقدا
يغرر بالفتية ويتقمص الأدوار يعد ويتوعد ويسقي المر شهدا
هل غابت الحكمة فللحق وجه واحد فالباطل إذا عليه تعدى
أم تقطعت شعرة معاوية بينهم كلا الطرفين يشدها إليه شدا
أم هو تخريب و تدمير ذاتي كفى العدى العناء و الجهد
أم هو مخطط خفي من وراءه لايبغي الرقي يقف أمامه سدا
الكل يحتسب ضحاياه شهداء كأنه وقع مع خزنة الجنة عقدا
لكل معاييره وتفسيراته يفرض شروطه على الآخر بندا بندا
سيلعن واد النيل من صرف في زرع الشقاق الزمن و الجهد
إنما هي فترة تؤرخ لوجوه منها المسيء ومن هو أكثر رشدا
وطن المجد و الأمجاد كان قبل أن يسمي المجد نفسه مجدا
ما ابتزه باغ بشروطه مهما اشترط وشروطه عدد و عد
ففي حب أم الحضارات تحدى أبناؤها التحدي إذ تحدى
فقد قسمت الصواعق ظهرها حين واجهته وظهره ما هد
لن يفرح الشامتون فحقدهم عليهم سيرتد و لهم سيتصدى
سنان المصطفى* سلا
م.المغربية
9/7/2013
ح.م
ابنة الشاعر