سيف الحرف
كلمات مضيئة.. خواطر هادفة.. اختيار العدد..
عبارات تطالعنا في جل ما نقرأ من صحف ومجلات.. تكتظ بالغث وتمتلئ بالسمين
عبارات غاب عن ساحتها هدف الكلمة فاختفت مصداقية العبارة وأضحت حروفاً منثورة تملأ حيزاً في فراغ الصحف.
ما أدركوا أهمية الحرف..
إذا هو رسالة تطالع عيون القراء ممتدةً إلى عقولهم وأفكارهم
لتحمل بين دفتيها أفكاراً ومعاني ترتسم بانحناءات القلم وأبجديات الكلم
لتخرج على ساحة القرطاس حروفاً مضيئة بشعور الكاتب وأحاسيسه وفنِّه في إدارة حلقة الكلمة كيفما يشاء.
والحرف مسؤولية عظيمة
لأن كتاباً واحداً أو مقالاً قصيراً قادر ـ بإذن الله تعالى ـ على تغيير أفكار أمة وتبديل معتقداتها
ومن هناك يظهر أثر الحرف على الأفراد والجماعات..
فالحرف المضيء والكلمة الطيبة تؤتي أكلها فتسمو بعقل الفرد وتعلي شأن المجتمع
{ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبةً أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}.
وفي المقابل فإن الحرف قد يكون سماً قاتلاً
فقد يفسد عقول الأفراد؛ ليعقبه فساد المجتمعات، ولتصيح ـ تحت تأثير قوى هدامة وشعوب مستهدفة ـ بفكر باطل
{ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار}
فسيف الحرب مسلط على رقبة الكاتب أولاً
لأن الكلمة أمانة إن لم يحاسب عليها في الدنيا فوسف يلقى حسابه فى الآخرة على ما جرَّته من أثرٍ.
كما أن سيف الحرب مسلط أيضاً على فكر الشعوب
فالحرف الهادف يسهم في تنميتها، وعكسه يدمرها ويفقدها هيبتها.
لذا أبعث برقية عاجلة إلى كل من حمل أمانة الكلمة فلم يحملها..
إلى كل من وهبه الله تعالى القدرة على الكتابة وكان له نصيب في أعمدة الصحف:
احملوا الأمانة كما يجب.. أو فاتركوها.. فغيركم أحرى بها.. ليتحقق الهدف المنشود وتفوزوا برضا الرب المعبود.
أخوكم بسام الجعفري