العائلة المالكة السعودية(حفظها الله) .. ثلاث مراحل امتدت من العام 1725 واستمرت حتى الآن
* سعود بن محمد بن مقرن (- 1725)
* سعود بن محمد بن مقرن الذي ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد. وينتسب آل سعود إلى جدهم سعود بن محمد بن مقرن الذي أنجب 4 أولاد هم : محمد وهو الإبن الأكبر، وثنيان ومشاري وفرحان، ويعتبر محمد هو الذي ناصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب واحتضن دعوته وعمل جاهدا في سبيل نشرها وتطبيق مبادئها.
* حكمه ووفاته:
المعلومات التاريخية الواردة عن الأمير سعود بن محمد قليلة جدا وناقصة. والمعروف منها أنه حكم الدرعية، بدون تحديد للمدة التي حكمها، وإن كانت الروايات التاريخية حددت سنة الوفاة في العام 1725.
* محمد بن سعود (1697 ـ 1765): تولى محمد بن سعود حكم إمارة الدرعية في نجد عام 1726، في أعقاب مقتل أميرها زيد بن وطبان الذي كان قد تولى إمارة الدرعية بعد وفاة أميرها سعود بن محمد بن مقرن والد محمد بن سعود وذلك ليلة عيد الفطر عام 1724.
وعرف محمد بن سعود برجاحة العقل وحب الخير والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والإحسان إلى الرعية. وظل محبوبا لدى أهله وجماعته، وهي الصفات نفسها التي أقنعت الشيخ محمد بن عبد الوهاب وشجعته على اختيار إمارة الدرعية لتكون مركزا لدعوته الإصلاحية ومكانا لإقامته بعد أن خرج من العيينة. وكان محمد بن سعود أميرا على الدرعية لمدة عشرين عاما تقريبا قبل رحيل الشيخ إليها.
ويعد الإمام محمد بن سعود المؤسس الأول للدولة السعودية الأولى، ولقب بالإمام بعد أن اصطبغت سياسة الدولة كلها بالصبغة الشرعية والالتزام بتطبيق الشرع الحنيف.
* سعود بن عبد العزيز بن محمد (1748ـ 1814): ولد الإمام سعود في الدرعية وكان والده قد أخذ البيعة له عام 1788، ونشأ في رعاية والده الإمام عبد العزيز، وكانت الدرعية آنذاك تموج بطلاب العلم الذين وفدوا إليها من كل صوب، فانخرط في حلقات الدرس وكان متوقد الذكاء فدرس على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى أئمة الدعوة من تلاميذ الشيخ حتى استوعب الكثير من العلوم الشرعية والفقهية وكان محبا للعلم وشجع الناشئة على طلبه، ورتب له معلمين بأجور شهرية، فازهرت الحياة العلمية في عصره واتصف بالعدل والحكمة والعقل والدهاء والحنكة السياسية وقوة الشخصية.
* إنجازاته: يعد عهد الإمام سعود بن عبد العزيز العصر الذهبي للدولة السعودية الأولى من حيث الأمن والاستقرار والقوة والاتساع ففي عهده توطد الحكم السعودي بدخول الحجاز وتم ضم أجزاء من مناطق الخليج وأيده أمراء مناطق الجنوب وأطاعوه وامتدت الدولة في عهده شمالا من حدود بادية الشام حتى حدود اليمن في الجنوب ومن الخليج في الشرق إلى البحر الأحمر في الغرب.
وفي عهده بلغ التوتر أقصاه بين الدولة السعودية الأولى والدولة العثمانية مما دفع الباب العالي إلى تكليف محمد باشا للقيام بمهمة إضعاف الدولة السعودية الأولى وإسقاطها.
لقب الإمام سعود بالكبير لأنه توفرت فيه الصفات التي تؤهله لهذا اللقب وما يحمل من معان وإشارات.
* عبد الله بن سعود ( ـ 1819): تحلى الإمام عبد الله بالأخلاق الفاضلة وعرف بالسيرة الحسنة. كان ملتزما بإقامة الشرائع ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، كثير الصمت، كثير العطاء والبذل، يقضي حوائج الفقراء والمحتاجين والمساكين ويجالس أهل العلم ويمعن في إكرامهم، وقد اتصف بالشجاعة فكان يقود القوات السعودية في المعارك ضد الأعداء أثناء حياة والده وأثناء إمامته.
* أعماله: لما تولى الحكم بعد وفاة والده سعود الكبير عام 1814، كانت المعارك بين قوات محمد علي باشا والقوات السعودية قد احتدمت واشتدت وطأتها، كما أن وفاة الإمام سعود بن عبد العزيز كانت قد أثرت بعض التأثير على الموقف السعودي برمته، إلا أن الإمام عبد الله بذل كل ما في وسعه لإيقاف تقدم القوات العثمانية المصرية باتجاه بلاد نجد وحاول حصرها في منطقة الحجاز إلا أن الظروف لم تمكنه من إنجاح مشروعه الاستراتيجي.
* تركي بن عبد الله ( ـ 1834): كان يتحلى بالأخلاق الفاضلة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر متمسكا بل ومشددا على تطبيق مبادئ الدعوة السلفية الإصلاحية التي نادى بها الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد اتصف بالشجاعة وحب الفروسية والعدل فأطمأن الناس في عهده وعرف بالإدارة الجيدة والقيادة الحكيمة وكان محبا لبلاده وأسرته وعمل الكثير من أجلهما.
أعماله وإنجازاته: ظهر الإمام تركي بن عبد الله على مسرح الأحداث السياسية في نجد أواخر العام 1819، وذلك في عهد إمارة محمد بن مشاري بن معمر الذي انتهز فرصة الفوضى التي عمت البلاد وعدم ظهور من يتطلع لاستعادة الحكم من آل سعود، فكانت أولى خطوات الإمام تركي في ذلك محاولة تعمير الدرعية، وإعلان الدعوة الإصلاحية لاجتذاب الناس إليه فأطاعته البلاد القريبة منه، ثم دانت له الوشم وسدير، أما ابن معمر فلم يدم طويلا فقد قدم إلى الدرعية الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز ومعه قوة فتنازل له إبن معمر عن الحكم لأن شوكته أقوى ولأنه صاحب الحق التاريخي في الحكم وتمت مبايعة مشاري في 1820، واستتب له الأمر وعين تركي بن عبد الله أميرا على الرياض.
* الإمام والعثمانيون: وجه محمد علي باشا قوات جديدة إلى نجد بقيادة القائد حسين بك، ليقوض بذلك دعائم المقاومة السعودية التي يقودها تركي بن عبد الله، واتحدت القوات العثمانية المرابطة في القصيم مع قوات حسين بك القائد العام للقوات العثمانية في نجد وتوجه الجميع صوب الرياض، ولما وصلت القوات العثمانية الوشم انتدب حسين بك قائده عبوش أغا للتوجه صوب الرياض ومحاصرتها وإلقاء القبض على تركي بن عبد الله، وبالفعل حاصر عبوش أغا الرياض ما اضطر تركي بن عبد الله أن ينسل ليلا من قصر الحكم متوجها إلى بلدان جنوب الرياض ليرفع منها راية مقاومة ضد العثمانيين.
عاود تركي بن عبد الله الهجوم ثانية على القوات العثمانية المصرية في الرياض ومنفوحة عام 1824، وأجبرها على الجلاء بعد جهد وصبر دؤوبين. توفي الإمام تركي بن عبد الله إثر مؤامرة دبرها لقتله ابن أخته وابن عمه مشاري بن عبد الرحمن آل سعود عام 1834 واستولى على الحكم بالقوة ولم يدم هذا الحكم أكثر من أربعين يوما.
* فيصل بن تركي (1788 ـ 1865): اتصف الإمام بشدة التدين والتمسك بأحكام الإسلام ومبادئه آمرا بالمعروف وناهياَ عن المنكر وكان متوقد الذكاء كثير التواضع ميالا إلى العدل شجاعا ومدربا على الفروسية والحروب، اشتهر بالشدة على عماله كي يضمن أن تسير الأمور الإدارية في دولته على ما يرام.
* حكمه وإنجازاته في الفترة الأولى: قضى على حركة إبن عمه مشاري بن عبد الرحمن بن سعود الذي ثار على والده ودبر مؤامرة قتله، وتمكن فيصل بعد ذلك من السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم في البلاد على الرغم من الحركات المحلية التي واجهته في منطقة الدواسر وغيرها من المناطق الأخرى. حاول فيصل بن تركي أن يثبت جذور الحكم السعودي الجديد لكن هذه المحاولة اصطدمت بمقاومة شديدة من محمد علي باشا. حيث حاول قدر استطاعته تلافي الصدام مع القيادة المصرية.
وبعد عدة وقعات اضطر فيصل إلى الاستسلام وكان ذلك في ديسمبر 1838، وأرسل إلى القاهرة وعاش فيها نحو أربع سنوات منفيا.
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع