بسم الله الرحمن الرحيم
كان شن رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم _ إذ قال : والله لأطوفن الارض حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها
فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق فسأله شن :
أين تريد ؟
فقال موضع كذا _ يريد القرية التي يقصدها شن _ فوافقه , حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شن : أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل أنا راكب وأنت راكب , فكيف أحملك أو تحملني ؟
فسكت عنه شن . وسار حتى إذا قربا من القرية إذ بزرع قد استحصد . فقال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا
فقال الرجل : يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا ؟!
فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقتهما جنازه , فقال شن : أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً .
فقال له الرجل : ما رأيت أجهل منك !
ترى جنازة فتسأل عنها أميت صاحبها أم حي .
فسكت شن وأراد مفارقته , فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير إلى منزله فمضى معه .
وكان للرجل بنت يقال لها " طبقه " فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه .
فأخبرها بمرافقته إياه , وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه .
فقالت : يا أبتِ ما هذا بجاهل !
أما قوله : أتحملني أم أحملك ؟ فأراد أتحدثني أم أحدثك ,حتى نقطع طريقنا .
وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا ,فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا .
أما قوله في الجنازة , فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا .
فخرج الرجل فجلس إلى شن , فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه ؟
قال : نعم ففسره فقال شن : ما هذا من كلامك , فأخبرني من صاحبه ؟
قال : ابنتي فخطبها شن . فزوجه إياها , وحملها إلى أهله , فلما رأوها قالوا وافق شن طبقه
فذهبت مثلاً لكل إثنين متوافقين
منقوووول للفايده