قالت لي و قد بدا على وجهها الجميل بقية من ..آثار الخوف و الفزع .!
رأيت البارحه في الحلم أني في المحكمة .. في قفص الأتهام .. و قد أتهمت باطلا بجريمة قتل .. وليس عندي شي
من الأدلة و البراهين ما يثبت برائتي .. فجعلت أصرخ بصوت عالي .. بريئة .!!
فنظر إليا القاضي نظرت أشمئزاز وهو يهز رأسه ... ثم أستمع الى شاهد الزور .. فحكمت المحكمة
و حملت إلى مكان الأعدام ثم نفذ الحكم ...
قمت من النوم فزعه مرعوبه .. وأحسست بما يحس به المتهم البريء من اليأس من الناس .. و القنوط
من العداله .
قلت لها : ولكن هل أنتهى هذا الحلم المفزع ؟
... أليس في اليقظة وفي واقعنا المعاصر ما يشعرنا
بنفس الشعور الذي راودك في الحلم ....!
يشعر الواحد منا أن ( العدل ) في هذا الزمان حلم يغري ويخدع و أن ( الفضيلة ) خيال جميل .
أي الناس لم يتهم وهو برئ ..
هذا الأمر من ضياع معنى العدل و الفضيلة ربما هو الذي جعل ابو الطيب المتنبي يقول في الناس هذا القول :
و الظلم من شيم النفوس فإن تجد = ذا عفة فلعلة لا يظلم
بل ذهب حكيم المعرة ابي العلاء مذهبا ابعد من ذلك حتى أنه أصبح يرى الظلم طبيعة في الضعفاء و الأقوياء بلا
أستثناء .. فقال :
ظلم الحمامة في الدنيا و إن حسبت = في الصالحات كظلم الصقر و البازي
فأيهما المسؤل : المجتمع أو المجرم ؟
ألم تتهم أيها القارئ.. باطلا في ما مضى من أيامك ؟! .. إذا كيف تتقي التهم غدا باطلا بإتيان افظع الجرائم
و أعظمها .؟
أتمنى ألا يصدق فينا قول ابن الرومي :
طامن حشاك فإن دهرك موقع = بك ما تخاف من الأمور وتحذر
وشكرا ...