خرجت مع صديقي .. الى ذلك الشارع الجميل .. الذي وضعته البلديه في آخر كل مدينه
شارع واسع تحفه الآشجار .. نظيف ..لا تقطع فيه مسافه طويله ..حتى تجد كرسي للاستراحه او
للجلوس .. !
.. يسمونه شارع المشي ..
هذا الشارع الجميل مزدحم بالناس .. رجال ونساء .. شباب وشابات .. صغار و أطفال ... الكل يمارس
رياضة المشي .. كأنه كرنقال للمشي .
كنا نمشى و نتحدث .. وإن كان الحديث هو الأهم لدينا من المشي .. وكأننا نتمشى في أثينا
على مذهب آرسطو في مدرسة المشائين ..
عرض لنا أثناء المسير .. رجل .. طويل القامة .. وسيم الوجه .. جميل الطله .. وبجانبه امراة ..
عاديه ... ولكنها زوجته .. فربما بهذا الزوج تكون غير عاديه في عين نفسها ..
قال صاحبي .. ياله من رجل ليس عنده نظر ..!! أيتزوج و يرتبط بهذه المرأة العاديه .. وهو في هذا
البهاء..
قلت له .. لقد ظلمت هذه العلاقة .. وحكمت عليها من الخارج .. !!
إنك لو سألت هذا الرجل .. لماذا أحببت هذه المرأة ؟ .. لقال لك .. أني وجدت عندها شيء .. لم أجده
عند غيرها من النساء ... أنها تعطيني شيء نادر لم أجده عند أجمل النساء ..
أنها تعطيني الراحه و السرور النفسي ...لن تستطيع أي أنثى مهما بلغت من الجمال مبلغا .. أن تعطيني هذا
الشيء ..!!
فلذلك أحببتها و تزوجتها ...
أن أي علاقة تكون بين آنسان و آنسان لاتكون الا لأن فيها عطاء .. ولا تستمر هذا العلاقة الا اذا استمر
هذا العطاء ... فما بالك إذا كان هذا العطاء شي نادر ... لا يجده في اي علاقة اخرى . ..
فتاريخ الحب كله عطاء ... ولم تدخل مفردة البخل في الحب ... الا في هذا الزمن !!
وانتهى بنا الشارع الجميل ... وعدنا حيث بدأنا ..