الرياض : محمد الملفي
أعربت السعودية عن استنكارها وإدانتها بشدة لقرار إسرائيل توسيع بناء المستعمرات في القدس الشرقية الأمر الذي يتناقض مع أسس ومبادئ مؤتمر أنابوليس للسلام الهادفة لمعالجة القضايا الرئيسية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومن بينها المستعمرات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.
وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في البيان الذي تلاه في بداية الإيجاز الصحفي الذي عقده بمقر وزارة الخارجية في الرياض أمس "لقد تمت إثارة هذا الموضوع مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير خلال زيارته للمملكة هذا الأسبوع وأكدنا من جانبنا أهمية الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات الاستعمارية التي من شأنها إفراغ عملية السلام من مضمونها وتقويض الجهود الدولية المخلصة لإطلاق المفاوضات الجادة بين الأطراف المعنية وفق أسس ومرجعيات محددة وواضحة وفي إطار شمولي".
وأضاف الفيصل "كذلك بحثنا مع مبعوث اللجنة الرباعية مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين المقرر عقده في باريس في 17 من الشهر الجاري وعبرنا عن تطلعنا أن يوفر المؤتمر دعما حقيقياً وملموسا بهدف تنمية المناطق الفلسطينية وتحسين بنيتها الأساسية كما أكدنا على أهمية أن يشمل الدعم سائر المناطق الفلسطينية دون استثناء وإزالة جميع المعوقات التي تقف في سبيل مساعدة الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية ومن أهمها رفع كافة إجراءات الحصار الإسرائيلية المفروضة عليه والإفراج عن كافة المستحقات المالية الفلسطينية لدى إسرائيل".
وفيما يتعلق بلبنان قال الأمير سعود "إن المملكة تتابع باهتمام بالغ المشاورات القائمة لحل أزمة الرئاسة وتحث كافة الأطراف اللبنانية على تسريع ومضاعفة الجهود للوصول إلى حل توافقي لانتخاب رئيس للجمهورية من منطلق تغليب المصلحة الوطنية على سائر الاعتبارات الأخرى بهدف الحفاظ على أمن ووحدة واستقرار لبنان".
وأشار إلى أن المملكة تابعت تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية وردود الفعل الدولية وتؤكد مجددا على أهمية استمرار المفاوضات الدبلوماسية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في سبيل معالجة هذا الملف سلميا بما يضمن خلو المنطقة من الأسلحة النووية ويكفل حق دول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع تطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.
وعبر الفيصل عن أسفه حيال الأحداث الأمنية التي شهدتها الساحة العراقية مؤخرا معربا عن الأمل في أن تتم السيطرة عليها ضمانا لعدم عودة دائرة العنف في العراق. كما أعرب عن أمله في استثمار الحكومة العراقية التحسن النسبي للأمن في المضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية الذي يعد مطلبا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية بين العراقيين بكافة معتقداتهم وأعراقهم وأطيافهم السياسية والمساواة فيما بينهم في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات وذلك في إطار أهداف تحقيق أمن العراق واستقراره في ظل سيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية والحفاظ على هويته العربية والإسلامية. وعبر عن ارتياح المملكة لنتائج القمة الـ25 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدوحة وما تمخض عنها من قرارات لتفعيل مسيرة التعاون المشترك في كافة المجالات بما في ذلك الإعلان عن قيام السوق الخليجية المشتركة مع بداية عام 2008 بما من شأنه زيادة استفادة مواطني دول المجلس وتعميق المواطنة الخليجية وتحقيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في ممارسة المهن والحرف والأنشطة الاقتصادية والاستثمارية. وأكد الفيصل استمرار مجلس التعاون في جهوده لاتخاذ المزيد من الخطوات الإيجابية نحو تفعيل مسيرة العمل المشترك في مختلف المجالات تحقيقاً لأمن ورخاء ونماء شعوبه على ضوء توجيهات قادتنا واستجابة لطموحات شعوب دول المجلس.
وحول ما تردد عن التطبيع الخليجي مع إسرائيل قال الفيصل إن موضوع التطبيع غير "موضوعي" ، مشيراً إلى أن مبادرة السلام العربية توضح كافة هذه الأمور وهي السلام الكامل مقابل الانسحاب الكامل، متى ما تم الانسحاب الكامل أمكن التحدث عن التطبيع، أما قبل ذلك فهذا أمر غير وارد.
وحول الزيارة التي قام بها أعضاء في حركة حماس إلى الرياض أول من أمس قال إنه اجتمع مع خالد مشعل وأطلعه مشعل "على ما حدث وما سوف يحدث"، معتقداً أن هناك وعياً فلسطينياً كاملاً لضرورة الفترة القادمة ، وحجم الإساءة التي حصلت بالاقتتال بين الأشقاء وذلك في تصور كافة الفصائل الفلسطينية حسب الفيصل. مضيفاً أن هذا يأتي في فترة لم تشهد القضية الفلسطينية تأييداً عالمياً مطلقاً كما تشهده الآن، وهذا من باب التناقض غير المستحسن.
وحول أجندة اجتماعات اللجنة الرباعية للسلام واللجنة العربية لمتابعة مبادرة السلام العربية في باريس الأسبوع القادم قال الفيصل إن تركيز اللجنة سيكون على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر أنابوليس، "والأسس الكاملة هي الدخول في مفاوضات رئيسية، إزالة المستعمرات والمراكز، والجدار العازل، وتحسين وضع الفلسطينيين".
وحول ما ورد عن زيارة لنائب وزير الخارجية السوري إلى الرياض قال الأمير الفيصل إنه لم يسمع بمثل هذا الموضوع. وحول مشاركة الرئيس الإيراني في مؤتمر القمة الخليجية في الدوحة الأسبوع الماضي وما تردد عن سعي دول الخليج لإقامة منظمة أمنية تجمع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران واليمن والعراق، أوضح الفيصل أن مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في القمة ترجع للدولة المضيفة فهي تدعو من تشاء لحضور الجلسة الافتتاحية، مبينا أن هناك عدداً من رؤساء الدول وجهت إليهم الدعوات للحضور ولكنه لم يحضر سوى الرئيس الإيراني، ونفى الفيصل التطرق لتشكيل مثل هذه المنظمة خلال القمة الخليجية.
وحول المقترحات الإيرانية التي قدمها الرئيس الإيراني في القمة الخليجية قال الأمير الفيصل "لرد التحية بأحسن منها" هناك مقترحات تأتي في إطار التعاون الاقتصادي، ونحن حريصون على علاقات مثمرة وبناءة وقوية بين دول الخليج العربي وإيران، وكان أملنا لو اشتملت هذه المقترحات على بعض النقاط العالقة بين الطرفين، لأن تطوير الأوضاع الاقتصادية يرتكز إلى حد كبير على إزالة أي نقاط خلافية عالقة.
وحول تصريحات لأحد المسؤولين العراقيين عما يدور في العراق ووصفهم لذلك بأنه تصفية حسابات بين السعودية وإيران قال الفيصل إنه ليس للسعودية حسابات مع إيران مضيفاً بقوله "إلا إذا كان لإيران حسابات مع أحد..لا أعلم"، وقال "إن هذه المقولة مغلوطة فالسعودية تتعامل مع العراق كبلد جار وشقيق، ولا نضمر له إلا كل خير ونسعى للإسهام في مساعدته".
وأضاف الفيصل أن فتح السفارة السعودية في بغداد في طور الترتيبات لتوافر الأمن للمبنى والعاملين فيه وهذا ليس للسعودية دور منفرد فيه فالحكومة العراقية عليها واجبات تجاه توفير الأمن لمبنى السفارة وأعضائها.
وحول الأزمة السياسية اللبنانية وما يعانيه لبنان من فراغ دستوري في ظل عدم التوصل إلى رئيس توافقي قال الفيصل إنه لا خيار للبنانيين سوى التوافق على رئيس ، فأياً كانت المشاكل بين الأغلبية والمعارضة وتحت كل الظروف لا خيار للبنانيين إلا الوصول للتوافق حول رئيسهم، لتأتي العملية السياسية في إطارها الدستوري، وليس هناك خيار ثاني سوى الفراغ الدستوري والفوضى.
وحول ارتباط العملات الخليجية بالدولار الأمريكي قال الفيصل إن "موضوع ارتباط العملات الخليجية بالدولار لم يبحث في القمة الخليجية الأسبوع الماضي، لأنه ليس هناك أي فكرة حول التغيير وهذا يفرض نفسه وحجم السوق البترولية وتغطية الدولار الحالية لهذا الحجم هو الذي يضع الدولار في مرتكز هذا الموضوع، وليست إرادة دولة أو أخرى، وأعتقد أنه إلى الآن ليس هناك دولة خليجية وجدت أنه من الفائدة استبدال هذه العملة إلى عملة أخرى". وأكد الفيصل أن السفير السعودي في قطر سيتوجه قريباً جداً ليستأنف مهام عمله في الدوحة، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية القطرية تسير كما هي العلاقات السعودية مع أي دولة من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليج العربي.
12/12/07, (09:36 AM)
الفيصل: السفير يعود لقطر قريباً
العرض المتطور
