الوطن س / تسبب قرار سحب الجنسية القطرية عن عدد من أفراد قبيلة (آل مرة) بضياع أسرة بأكملها تتكون من أم وأب و7 من الأبناء.
بدأت المأساة بموت الأب (70 عاما) وهو عسكري متقاعد، لم يحتمل قرار نزع الجنسية ما أدى إلى خلل في وظائف جسمه الحيوية، وانهارت كليته تماما، ومع ذلك رفض المستشفى في قطر إجراء زراعة كلية تبرع بها ابنه له بحجة أنه لا يحمل الجنسية كما رفض سفره إلى الخارج لإجراء جراحة لنفس السبب..
منذ ذلك الوقت والأسرة تعانى نفسيا وماديا، هذا ما قاله الابن الأكبر "فهيد المري" في حديثه لـ"الوطن" مشيرا إلى أنه رغم هذه الظروف السيئة فإنه يعتبر أفضل أفراد قبيلته حظاً، بعد أن احتضنته الحكومة السعودية ومنحته جنسية آبائه ومع ذلك لم تتمكن الأسرة من استعادة حياتها الطبيعية بعد الشتات.
يقول المري: كانت علامة سحب الجنسية هي قطع الماء والكهرباء عن المنزل دون سابق إنذار، ثم يبدأ ترصد قوات الأمن لأبناء القبيلة على أبواب المساجد ومداهمة البيوت واعتقال الرجال والشباب، وتوقيعهم بالقوة على صكوك التنازل عن الجنسية.
ويؤكد المري أن هذه الممارسات طالت شقيقه الذي يبلغ 18 عاماً، حيث تم حبسه عامين منها 6 أشهر بزنزانة انفرادية، وكانت قضيته "اشتباه بسبب تكرار سفره إلى السعودية "، ويضيف: نحن أصولنا سعودية وأقاربنا في كل أنحائها ومن الطبيعي أن تتكرر الزيارات.
وتصف الأم المكلومة معاناتها قائلة: ضاعت أحلامي وجلس أبنائي الشباب إلى جواري بعد أن كنت أرى المستقبل فيهم وأحلم بشهادات عليا يحملونها، فطردوا من المدارس لأنهم أصبحوا (بدون) عليهم أن يدفعوا رسوماً للدراسة وتتساءل " من أين ندفع وهم أيضاً قطعوا عنا راتب التقاعد ؟ "
وتضيف: حتى لو معنا المصاريف أبنائي كانوا يخجلون من رؤية زملائهم فبعد أن كنا نعطي الناس أصبحنا نعيش على عطايا المحسنين (...) من المؤلم أن أرى أبنائي محطمين يدرسون مسائي في المرحلة الابتدائية مع كبار السن ويفترض أنهم يستعدون لدخول الجامعة ".
و تقول ابنتها " صيتة ": منذ اليوم الدراسي الأول بعد سحب الجنسية والمدرسة ترفض دخولي لأني (بدون) وعلي أن أدفع مصاريف الكتب والدراسة، وتقول صيتة إنها خرجت خجلاً من زميلاتها في المدرسة في ذلك اليوم، ومكثت في البيت إلا أن رغبتها في التعلم أعادتها من جديد للمدرسة " لكن سوء حالتي النفسية جعلت الرسوب حليفي بعد أن كنت أحصل على أعلى الدرجات ".