هو الشيخ ممدوح بن سطام بن حمد الشعلان, المولود سنة 1309هـ, كان والده سطام شيخ الرولة مابين "1294هـ/1322هـ", ووالدته الشيخة تركيّة بنت جدعان إبن مهيد, والذي قال الشاعر خلف ابو زويّد الشمري عن سطام وزوجته تركيّة من ضمن قصيدة طويلة :
سطام ياستـر البنـات الرعابيـب
،،،،،،،،،،،،،،، جيناك جيّة واحـدن مـا دري بـه
ناصيك مـن نجـدٍ عليّـه مطاليـب
،،،،،،،،،،،،،،، جيتـك كفـاك الله شـر المصيبـه
ياشوق من عيّت على كـل خطّيـب
،،،،،،،،،،،،،،، غيرك على كل المشايخ عصي بـه
بنت الـذي لا سولفـوا بالمعازيـب
،،،،،،،،،،،،،، أبْـوَه مصـوّت بالعشـا بالجذيبـه
مقري خشوم الفوس من شمّخ النيب
،،،،،،،،،،،،،،، لو كان يكفـي دون ذبحـه حليبـه
ماجابت الخفـرات مثلـك ولاجيـب
،،،،،،،،،،،،،،، من مطلع البيضـا لغربـي مغيبـه
ما يستوي للبيض غيرك ضواريـب
،،،،،،،،،،،،،،،، البيض خطو المشتبه وش تبي بـه
وخاله الفارس الشيخ تركي بن جدعان ابن مهيد المتوفى 1304هـ, فقد جمع مابين الفروسية والطيب والشيخه رحمه الله, ويكون الشيخ ممدوح عمّ الشيخ أورنس بن طراد بن سطام الشعلان المتوفى 1396هـ صهر الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حاليّاً..
أنا هنا فقط أردت أن أبيّن النصوص التي ذكرت مقتله, فقد ذكر المستشرق أ. موزل عام 1327هـ أن عمر الفارس ممدوح كان 18 سنة حين قال عن ممدوح: ( لقد كان عمره عام 1909 ثماني عشرة سنة, لاأكثر ) [1]
ولقد كان لموزل رحلتين, الأولى كانت عام 1327هـ حينما استولى الشيخ نواف بن النوري الشعلان على منطقة الجوف وذكر ذلك, والرحلة الثانية كانت عام 1333هـ حينما ذهب إلى نجد للصلح بين سعود العبدالعزيز ابن رشيد والنوري ابن شعلان والملك عبدالعزيز آل سعود..
قال أ. موزل بعد أن التقى بالنوري بن شعلان وسأله عن ممدوح يوم 26 ديسمبر 1914م "صفر 1333هـ" فقال النوري : ( كان قد تولى غارة ضد شمر. وقد استدار حول النفود من الجانب الغربي والجانب الجنوبي، ووجد شمر وولد سليمان عند آبار بيضاء نثيل، فاستولى على اثني عشر قطيعاً من الجمال، وبينما كان هارباً بها إلى ناحية الغرب هاجمه العدو، الذي كان يحتل أغوار المسمى، فسقط ممدوح قتيلاً في ممر العاه. أما الناجون من الغارة فقد وصلوا إلينا عندما كنا نخيم عند جبل العمود ). [2]
هنا يبيّن النوري أن الشيخ ممدوح قصد بلاد شمر, ولكن صادف ولد سليمان وشمر وطاردوه حتى قتلوه, وأتوا الهاربون وأخبرو النوري بذلك, ولم يحدّد منهم قاتليه.؟! وأيضاً العدو الذي يقصده النوري والذي يحتل جبل المسمى معروف وهو عنزة وهو من جبالهم إلى الآن, وقبر ممدوح موجود في ديار ولد سليمان الآن..
وقال أ. موزل حين دخل (جبل المِسْمَى) متوجها للعلا قادماً من حائل, أخبره مرافقه واسمه "علي" يوم 22 شباط 1915م "ربيع الثاني 1333هـ": ( اطلعني علي على المكان الذي ذبح فيه ممدوح بن سطام بن شعلان سنة 1911, بينما كان فارّاً من بيضاء نثيل مع الإبل التي أخذت من قبيلة الجعافرة. وكان ممدوح قد هوجم في الممر, هاجمه بدر العواجي. ولقد دافع ممدوح مع نفر من رفاقه عند مدخل الممر, ولكن اعداءهم تغلبوا فقتلوه ). [3]
وهنا يبيّن علي أن الشيخ ممدوح هاجم ولد سليمان ولم يذكر شمر, وأخذ نياقهم وطاردوه وفي مقدمتهم بدر بن مشل العواجي, وقتلوه..
من خلال النصين يتضح لنا أن:
1. أهل الشمال أعتقدوا أن قاتليه شمر وولد سليمان لإنه فقط كان قاصد بلاد شمر!!..
2. أهل المنطقة التي قتل بها الشيخ ذكروا أن خصومه كانوا ولد سليمان فقط وهم قاتليه..
هنا أردت إيضاح النصوص -يعلم الله- ليس إلا إثباتاً للحقيقه, لإن بعض أبناء شمر أصبحوا يتغنّون الآن في مقتل الشيخ ممدوح واختلفوا حتى في قاتله, هل هم: السويد أم العمود أم البريكات.!! وهذا يبيّن ضعف الرواية لديهم, ولكن مع إيراد النص التاريخي المعاصر لتلك الفترة تبطل جميع الروايات التي يغلب عليها طابع التهويل والتصوير العجيب والفعل المنفرد..
فرحم الله الشيخ والفارس ممدوح الذي قتل وهو في عمره العشرين, وقد كان كثير الغزوات والغارات على القبائل المجاورة, فسيرته تكون مشابهه نوعاً ما لسيرة البطل: تريحيب بن بصيّص المطيري الذي قتل وهو في العشرين من عمره أو أقل, ومايثبت أهميّة مكانة الشيخ ممدوح في تلك الفترة وشجاعته المفرطة, ذلك حينما سُجِن الشيخ النوري بن شعلان عام 1328هـ غدراً من قبل الأتراك أنشد قصيدة ونخى فيها ابنه نواف حاكم الجوف آنذاك, والشيخ ممدوح الذي كان عمره 19 عام آنذاك, حيث قال:
ياطيـر يامشـرف التلّـه
،،،،،،،،،،،،،،، سلم على حاكـم الجوفـي
القلب يشكـي مـن العلّـه
،،،،،،،،،،،،،،، كنه على القبـر مزفوفـي
ممدوح لـي عقـدةٍ حلّـه
،،،،،،،،،،،،،،، حيثك على الغوش بك نوفي
البـارح العيـن منشـلّـه
،،،،،،،،،،،،،،، كن الرمـد لايفـه لوفـي
مالـي معلـل حـذا الدلّـه
،،،،،،،،،،،،،، والحبس مظلم ولا اشوفـي
بس السناقـي لـه سلّـه
،،،،،،،،،،،،،،،،، عقب الصطر صابني خوفي
هذا قليلٌ في سيرة هذا البطل الشيخ, وهذا ماأردت إيضاحه فقط..
الهوامش:
1- أخلاق الرولة وعاداتهم, أ. موزل, ترجمة د. محمد السديس ط2 1417هـ. ص312
2- الرحالة الأوروبيون في شمال الجزيرة العربية. د. عوض البادي. ط2 1423هـ. ص421
3- فصول من كتاب شمال نجد, تأليف أ. موزل, حمد الجاسر, مجلة العرب ج11و12 السنة 9 جماديان 1395هـ. ص883
منقوول / للكاتب الرااائع / ذيـب الحمــاد