بسم الله الرحمن الرحيم
هل واجه احد منا موقفأ في يوم من الأيام ووجد نفسه عاجزأ عن التعامل معه , أو في حيرة من أمره ..؟ بالتأكيد ان الجواب سيكون نعم .
ولكن اصعب المواقف التي تواجهنا هي تلك التي تمس علاقاتنا بالمحيطين بنا . كأن نجد أنفسنا فجأة وسط مجموعة جديدة من الزملاء ولفترة محدودة , ونجد اننا نحاول تقديم مالدينا عن ذاتنا لهم في زمن قياسي ليكون هناك التفاعل المرجو من خلال العلاقات الانسانية .
وقد يكون خطؤنا في هذا أننا نستعجل ابراز الجزء المجهول من الجبل الثلجي الذي لا يظهر منه أمام الناس الا ربعه .. وهنا تكون النتيجة عكسية علينا تماما .. فنحن لم نعط الطرف الأخر الفرصة لأن يكتشفنا بالشكل الذي يناسبه , وقد يكون استعجالنا بابراز مالدينا هو العامل الذي يؤدي الى انكماش الطرف المقابل وبالتالي تكوين ردة فعل سريعة .. لكنها عكسية .
في مثل هذه الأمور علينا ان نتعلم دائما الا نستعجل .. والا نقلق كثيرأ اذا ماوقع الخطا .. لانه وقع وانتهى .
واذا كان هناك شيء من الممكن عمله فهو تدارك الوقت فقط , اذا بقى هناك وقت والسماح للطرف المقابل بأن يتنفس من تلك المقابلة التي قد يكون احدنا قد رمى ثقله كله فيها .. فالناس ليسوا سواسية وبعضهم لا يرتاح لمن يجري خلفه بل يفضل ان يكون هو المستكشف .
اذا علينا الا نبادر بالتوسع في كشف طبيعة شخصياتنا الا بعد ان نثق في ان الطرف الاخر لديه الاستعداد لقبول ذلك فعلأ , وعلينا كذلك الا نتوسع في الحديث حول أمر من الأمور الا بعد ان يبدي الطرف الاخر رغبته في ذلك او نلحظه بشكل واضح .
والا فاننا من دون شك سنكون الخاسرين فورأ لعملية مد العلاقات الانسانية منذ البداية .
وفي كل الأحوال فان المهم هو ان نتعلم ونراقب أنفسنا والأخطاء التي قد نرتكبها سهوأ في هذا الاتجاه .
وعلينا عدم القلق أبدأ فان الأيام قد تجمعنا من جديد بلقاء من خسرناه في هذه الجولة ونحسن من تعاملنا معه .. لكن اذا شعر احدنا انه لم يعد باستطاعته أن يغير شيئأ من مجريات الأمور فان هذا لا باس به ايضأ فهو لا يعني كثيرأ اذا أنه لا يمثل الا زاوية واحدة ولوجهة نظر واحدة تخص ربما شخصأ واحدأ او عدة أشخاص في موقف واحد , لأن هناك في المقابل عشرات الأشخاص ممن يفهمونك ويحبون الاستماع اليك في كل الظروف .. وهم الذين تجمعك بهم لغة وخبرة مشتركة .
فلا تجعل مثل هذه المواقف تؤثر عليك أو تزعزع من ثقتك بنفسك .
فبعض الأحايين تنبع حالات عدم فهمك من الأخرين أو اثارة المشاعر ضدك .. لشعورهم بأنك افضل منهم وأقوى وذو شخصية قوية فرضت وجودها على الواقع وعلى كل الحاضرين فيحاولون أن يفتنوك بغيرتهم وحسدهم لانهم ضعفاء ولم يتركوا فرضة للحب وللحياة أن تمر من جوارهم وهم بذلك الذين خسروا, ولست أنت .. لأنهم خسروا شخصأ مثلك قد يفيدهم كثيرأ .. وأنت لست الخاسر أبدأ ..
وهذا لا يعني أن تتكبر وتنظر للناس من علو . بل عليك ايضأ ان تلتمس لهم العذر وعليك ان تفكر أيضا أنك قد تكون المخطىء في اختيار الاسلوب الامثل .
الخلاصه لا تجعل من مثل هذه المواقف تؤثر عليك ابدأ .. ابدأ .. ابدأ ..
مخرج :-
في أمريكا يتساقط الثلج بغزارة ويكون البرد شديدأ لكن لا يدخل الى العظم ابدأ . وفي ديارنا العربية لا يوجد ثلج صقيع والبرد لا يقارن ببرد امريكا .. لكن بردنا يدخل العظم ويفتته , وهذا هو الفرق بين أرائنا في القضايا وارائهم . نحن لا نرى الا من ثقب واحد فقط شيئأ واحدأ , وهم يرون من كل الاتجاهات كل شيء .
**********