الأسهم السعودية
كاد مؤشر الأسهم السعودية أن يصل إلى 14000 نقطة, وكاد سعر سهم سابك - وهو أهم سهم في سوق الأسهم السعودية - أن يصل إلى 1700 ريال, وذلك بعد إعطاء السهم المجاني, ومن ثم تذبذب السوق تذبذبات قوية ولكنها كانت في إتجاه الإنخفاض بصفة عامة ووصل الآن إلى أقل من 1100 ريال لسهم سابك, كما أن المؤشر العام للأسهم إنخفض إلى أقل من 12000 نقطة, فما هو القادم ? هل يستمر هذا الانخفاض أم أنه إنخفاض مؤقت ليعود السوق إلى الارتفاع?
الإجابة على هذه الأسئلة هي موضوع الساعة, وإن كانت هناك أصوات عديدة تؤكد أن الانخفاض مؤقت, وأن السوق سوف يعاود الكرة للارتفاع, إلا أن لا أحد يمكن أن يكون متأكداً من الإجابة, فسوق الأسهم السعودية ارتفع خلال سنتين فقط بأكثر من أربعة أضعاف, وهناك أسهم لشركات لم تبدأ بعد بمزاولة نشاطها ومع ذلك فإن أسعارها تضاعفت بأكثر من أربعة أضعاف, كما أن هناك شركات لم تسجل في تاريخها - ومنذ أن بدأت - إلا خسائر, ومع ذلك فإن أسعارها أيضاً تضاعفت وإن لم تكن بنفس النسبة.
بالتالي فإن الذي حدث في سوق الأسهم السعودية كان غير طبيعي أو غير مبرر, ولعل هذه الفورة كانت ناتجة من عودة استثمارات ضخمة من خارج البلاد, ولعلها كانت ناتجة من الفوائض الضخمة في الميزانية الحكومية وما تلا ذلك من زيادة في الانفاق, وبالتالي زيادة في حجم السيولة, ولعلها كانت ناتجة من إرتفاع أرباح الشركات السعودية مع إرتفاع النشاط الإقتصادي ككل, مع إرتفاع الناتج القومي ومتوسط الدخول.
جميع الأسباب هذه تساهم في إرتفاع أسعار الأسهم, ولكنها لا تبرر حجم الإرتفاع الذي حدث, وبالذات الإرتفاع في أسعار أسهم شركات لم تراوح مكانها أو لم تبدأ أصلاً في مزاولة أنشطتها, وعلى أساسه كان لا بد أن يكون هناك عامل أو عوامل أخرى أدت إلى ارتفاع أسعار الأسهم, وعلى رأس هذه العوامل تأتي المضاربة أو الشعور بالتفاؤل وبالربحية الأكيدة, فعندما يربح الملايين لابد وأن تشعر أنه بإمكانك أنت أيضاً أن تربح, وهكذا دخل في السوق مساهمون جدد ليس لهم أي خبرة أو خلفية ولا يهمهم أي معلومات عن الشركة, وإنما دخلوا إلى السوق لأن غيرهم دخل السوق قبلهم وحقق ثروات ضخمة, وهكذا كانت هناك فورة مبنية على التفاؤل وعلى مكاسب الآخرين, وهذا عامل ليس له أي أساس قوي, وإنما هو مبني على شعور نفسي يمكن أن يتلاشى بنفس السرعة التي ظهر فيها, فما بين ليلة وضحاها يمكن أن ينقلب التفاؤل إلى تشاؤم.
بالتالي فإن الانخفاض الذي حدث في أسعار الأسهم كان من الطبيعي أن يحدث, وأنا أحمد الله أنه حدث الآن قبل أن يحدث لاحقاً والأسعار أعلى والمضاربة أكبر, ولكن ماذا عن هذا الانخفاض? وهل الأصوات التي تؤكد بأن السوق سيعاود الارتفاع محقة?
(*) عضو مجلس الشورى - استاذ الاقتصاد المشارك