كان العرب الاقدمون يراقصون الغزال الكسير والاسبان يراقصون الثور الجريح ولافغان يتقاذفون الفريسه فان العرب الاواخر حينما كانو ا ياتون من غزواتهم وقد غنموا مغنما كبيرا من اعدائهم من القبائل الاخرى فان الغزاة يبتعدون عن القوم المهزومين ويريدون الاستراحه فانهم يعبرون عن نصرهم بذبح حاشى وهو ابن الناقه الصغير ومن هنا فان الغزاة يتحلقون حول الحاشى المراد ذبحه ويبداون باصدار صوت الوحوش لافزاعه فكلما اتجه نحو جهه ما
قابلته اصوات الرجال المبحوحه التى تشبه زئير الاسود فيصاب بالفزع الشديد ويبدا القوم بالضحك واللهو على حركات الفزع ثم ينبرى احدهم وقد حمل عصا بعد ان ياخذ التعب ماخذه من الحاشى ويبدا بنحره بالسيف ثم يتناهب الغزاه لحم الحاشى وتنتهى الرقصه الوحشيهوقد اضاف العرب الاواخر الى هذه الرقصه غناء خفيفا ذى ايقاع بسيط ليتوافق مع حركات الوحوش المزعومه ابتهاجا بالنصر ومن هنا فقد عرفت الدحه التى تمارسها فى افراحها اغلب القبائل الشماليه والتى تطورت لنصبح شكلا من اشكال الرقصات الشعبيه وذلك حينم استبدلوا الغزال بامراه تحمل سيفا لتدافع عن نفسها من الرجال الذين يقومون بدور الوحوش والذين يقتربون منه لتمثيل الانقضاض على الفريسه ومن هنا فقد اخذت المرىه فى حاله عدم توفر الغزال دور الحاشى وقد سميت منذ ذالك ب (( حاشى الدحه )) ان تجرح او لربما تقتل من يحاول مبارزتها من الفرسان والذى يحاول بمهاراته الفائقه النجاة من هذا المصير الراقص محاولا ان يكشف عن جمالها الغزالى وذلك بكشف خمارها فقط ومن هنا تحاول جاهده وعبر السيف الذى تحمله ان تمنعه من هذا الهدف وغالبا ماتكون الحاشى المراة هى من النساء اللواتى يتمتعن بشخصيه قويه وجميله وماهرة فى الرقص ولربما تكون من بنات شيوخ القبائل وذلك كما حصل مع الشاعر مشعان بن زبدان حينما حرض شباب احدى القبائل ابنة الشيخ على قتله اثناء مراقصته لها لانه كان شاعرا موهوبا وتعشقه الفتيات لذلك اراد الشباب ان يتخلصوا منه غيرة وحسدا وحينما احس بالمؤامرة قا ل ضمن مارتجل
ان ذبحتينى ياذبحه --- ليه عجوز ترجينى
وان خليتنى ياذبحه--- ليه عجوزترجينى
فرمت السيف من يدها وعفت عن قتله احتراما لشاعريته وفطنته
الدحه رقصت الفرح
وهناك من يستثير حمية صاحب الفرح ملحا عليه لدعوة الفتاه الحاشى وعند ذلك يذهب صاحب الفرح لاقناع احدى الفتيات للرقص ولكن الفتاة ماأن تقترب من الحلبة حتى ياتى احد الشباب ويمنعها من الرقص وذلك مايسمى ربط الحاشى ثم يواصل الشاعر فى استنهاض همة الشاب الذى ربط الحاشى ثم يخلى الشاب سبيل الفتاة الحاشى والتى تستمر بدورها بالجلوس ليبدا الشاعر بالتشبيب بجمالها وامنداح اخلاقها والثناء على صفاتها وهكذا يواصل الشاعر الى ان يقنعها شعرا بضرورة النزول الى الميدان وبالتالى مراقصته حامله سيفا بارقا وتبدا بالرقص البطى فى اول الامر ثم ينبرى لها الشاعر او احد الماهرين بالرقص وهو يحمل عصا ليتمايل الاثنين كل يحاول ان يدرا الاخر من الاقتراب منه ومن اصول الدحة انه يحق للفتاة ان تجرح من يراقصها او لربما قتله كما كان فى السابق او لربما قد تنتزع عقاله امعانا فى اهانته كل ذلك يحدث بينما تعلو اصوات الصف مرددا بشكل جماعى اصواتا فحيحيه ومضخمه تشبه زئير الاسود وقد يتوحش الدحاحون فيعضون اكتاف بعضهم بعضا حينما يحتدم الرقص وهم يوغلون فى تصفيق ايقاعى حاد ومتوتر وبطبقه صوتيه غليظة
الموضوع منقول من مجلة قطوف العدد 22
28/07/05, (07:18 PM)
رقصةالرجال وزئير الاسود ( الدحة )
..
العرض العادي
