[بشاير]

بسم الله الرحمن الرحيم

حمدا لربي الودود اللطيف

حمدا لربي الرؤوف الرحيم.

له الحمد كما ينبغي لجلاله وعظمته

وكماله وسلطانه

لا إله إلا هو

وبعد أخوتي في الله

نبضات قلبي وروح بدني

سلام الله يغشاكم وعين الله ترعاكم وفي الجنة بإذن الله مرساكم

إليكم هذه الكلمات

وإن كانت مبعثرة على السطور

إلا إني أحسبها قد خرجت من قلب محبة لكم

فالله أسأل أن يوفقني فيما أخط وأكتب

ويجعل كل حرف منه خالصا لوجهه الكريم



أحبتي
في أثناء سيرنا

قد تتعرضنا صنوف من الابتلاءات

وأشدها وأعظمها

فتور الهمه وانطفاء شعلة العزيمة

فلربما طال علينا الطريق

وربما شق علينا المسير

لربما إستوحشنا لقلة السالكين؟؟

ولربما تخلى عنا القريب والبعيد








وربما وجدت نفسك في دوامة من الاعباء والاشغال

تنهك قواك وتضعف همتك

نعم هذه حقيقة

وهذا واقع

ولكن دعونا نقف مع أنفسنا قليلا

يا ترى هل من سبقونا تعرضوا لمثلها؟

أم نحن فقط من تعترضهم مثل هذه الايتلاءات؟؟؟





الآن

أدعوكم اخوتي في الله

إلى أن تقرئوا هذه السطور بكل هدوء

وان تجمعوا شتات أنفسكم وتحضروا قلوبكم

وأن تسكتوا جميع من حولكم

وأقروا هذه الكلمات المنيرة







ذلك الإمام الحبر والعلامة البحر الذي دانت له قطوف العلوم ودانت له نواصي الحكمه والذي طبقت شهرته الخافقين وسار بحديثه الركبان فهو أمة في الخير وقدوة في الهدى والتقى

إذا أتيت إلى علمه

وجدت العباب الزاخر والبحر المتلاطم وذلك لما وهبه الله من سعة العلم وغزارته

كان إذا قرئ في مجلسه آيات من القرآن يشرع في تفسيرها

فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض منها

واما تعبده فيكفي أنه كان إذا أحرم بالصلاة تكاد تنخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الاحرام.

وإذا دخل فيها ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسره

قال العلامة الو اسطي : ماراينا في عصرنا هذا من تتجلى النبوة المحمدية وسننها في أقواله وأفعاله

إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الاتباع الحق

أما شجاعته وقوة قلبه ورباطة جأشه فحدث ولاحرج؟؟

قال ابن القيم: ( كنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون

وضاقت بنا الأرض اتيناه فما هو إلا أن نراه

ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة)..

ترى

هل عرفتم من هو هذا الإمام؟؟

قال عنه محمد السبكي

والله ما يبغض إبن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول

وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به

نعم إنه شيخ الاسلام (( أبن تيمية))
قال عنه ابن دقيق العيدلما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه

ولكن

ليس هذا ما أردت ذكره فقط

بل أردت أن أهمس في أذنكم بهذا السؤال وأقول



هل تعرفون كيف كانت وفاته؟؟؟


نعم أنتم تعرفون ذلك ولابد

لقد كانت وفاته في السجن

نعم في السجن

حيث كان معتقلا هناك منذ عام 726هـ إلى 728هـ

مع العلم انها لم تكن المرة الاولى التي يعتقل فيها

ولكن لماذا أعتقل؟

مالسبب الذي جعل هذا الامام يمكث في السجن أغلب فترات حياته



اتعرفون لماذا







إنها الحقيقة التي لا تخفى

إنها الشمس التي لا تغيب

إنها القاصمة لكل كفار عنيد

إنها شمس الحق و أنوار الهداية

إنها الدعوة لله النبع الذي ما جف ولم يجف ولن يجف

من أجلها أودع السجون

وضرب

وعذب

وصبر

نعم صبر

فكان شيخ الإسلام

مرض رحمه الله ولم يعلم أكثر الناس بمرضه وفوجئوا بموته

ذكر خبر وفاته مؤذن القلعه على منارة الجامع

وتكلم به الحرس على الابراج

فتسامع الناس بذلك واجتمعوا حول القلعه وفتحت باب القلعه فامتلأت بالرجال

وكانت جنازة عظيمة جدا وأقل ما قيل في عدد مشيعيه خمسون ألفا





إخوتي

أتعلمون أن هناك من كتب إبن تيميه ما أخذت من جدران السجون

اتعلمون

كان يأخذ الفحم الذي يوقده ليتدفأ به ثم ينقش العلوم على جدران السجن





(( ما يفعل أعدائي بي أنا سجني خلوه و أخراجي سياحة وقتلي شهادة))
هذه عبارته رحمه الله المشهوره عنه



إخوتي

هؤلاء الأئمة

كواكب منيرة في ليل وحشتنا

هم رفقائنا في دروب وحدتنا

وقبل ذلك جميعا

ربنا سبحانه هو مطلبنا وغايتنا