[منال العنزي]

السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته

احست بالبرد يسري في عضامي وانا اقفل باب منزلي متجهة الى مقر عملي
كان الفصل فصل شتاء ورغم انني شبيهة بالبصلة من كثرة ما ارتدي من ملابس
الا انني اشعر ان دمائي سوف تتجمد
وضعت كفي بجيب معطفي وما كدت اخطو تاني خطوة حتى سمعت صوت خلفي يناديني
كان صوت ضعيفا ومصحوبا بسعال التفتت لاجدها جارتنا العجوز التي طالما في صغري
اعطتني بسكويتا مملوحا وكنت اسعد بما تقدمه لي من بسكويت وشكولاته
اقتربت منها وانحنيت مقبلة يدها كانت يدها ترتعش من البرد وكانت العجوز تلبس لباسا باليا
انا متأكدة انه لم يحميها من قساوة البرد ابتسمت لي برقة وكانت نضرتها حزينة وطلبت مني
ان امنجها بعض النقود لكي تشتري بها شيئ تأكله فالجوع انهكها اخرجت حقيبة نقودي
وكدت ان امنحها ما تطلب لولا الصوت المقبل من وراها
كان ابنها سحبها وطردني ولم يكتفي بهذا بل اغلق الباب بوجهي

وتمضي الايام واصبحت ولست انا فقط بل الجيران ياتون لها بالطعام في غياب ولدها
وتمر الشهور وتفارق جارتنا العجوز المسكينة الحياة يوم جنازتها كان ولدها يبكي بحرقة
كنت اتمنى لو اخنقه بيدي ، بعد مكان يرفع صوته على والدته وابعد اطفاله عليها
وجعل لها غرفة فوق سطح منزله الان يبكي عليها الان نادما على فراقها

اسمعني يامن ترمي ابائك لشارع فكما تدين تدان فالشباب لن يدوم

اتدكر مرة اقرء قصة عن احد الرجال كان يصنع شيئ خشبيا فأقبل عنده صغيره
وسئله عن الذي يصنعه فاخبره انه يصنع شكل متل المحمل لانه سيحمل به جده العجوز
ويدهب به الى الجبال ويحطه ويرجع لانه كبر في السن
فماكان من الصغير الا ان طلب من اباه ان يحتفض له بما يصنعه لانه سوف يحتاج له
في المستقبل لكي يحمل عليه ابوه
وهنا الاب ندم وكسر ماكان يصنعه وطلب السماح من والده

تمهل وتدكر انهم قاسو لاجلك ولولاهم ماكبرت واصبحت راشدا
وشلت يداك يامن ترفع يدك في وجههم
وسقط لسانك يامن تنطق بكلمة تجرح مشاعرهم
ولا شممت رائحة الجنة يامن خلى دمعة تنزل من مقلتي ام او اب

ولا قبل الله توبت وندم من درفت دموعه بعد ان فارق ابائه الحياة وقلبهم غاضب عليه
فتدكر انك عندك بابان للجنة مفتوحين الا وهما امك وابوك وبموت احدها سوف يقفل احد الابواب
وبموتهما معا سوف ينقفلا البابان معا فحرص على هذه الابواب فهي وقايتك من نار جهنم