وهاكم الجزء الثاني (2) كلمات في التربية : (الإبتسامة والتلطف بالولد ) الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد : فهذه كلمات سهلة ميسرة أريد لها تذكير الوالد في علاقته بولده . أيها الوالد الكريم : 1- هل ابتسمت يوما لابنك برضى من قلبك ؟ 2- هل جالسته وانبسطت إليه ؟ فعن أنسَ بن مالك رضي الله عنه قال : «إن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليخالِطُنا حتى يقولَ لأخ لي صغير: ياأبا عُمَير، ما فَعلَ النغَير»؟ رواه البخاري ومسلم ،وبوب له البخاري : باب : الإنبساط للناس 3- هل ضاحكته وآنسته ؟ عن عُقبةَ بن الحارثِ قال: «صلَّى أبو بكرٍ رضيَ الله عنه العصر ثمَّ خرَجَ يمشي، فرأى الحسَن يلعبُ معَ الصبيانِ، فحمَلهُ على عاتقهِ وقال: بأبي شبيهُ بالنبيّ، لا شبيهُ بعليّ، وعليٌّ يضحكُ»رواه البخاري . 4- هل عقدت معه مجلسا للحوار فسمعت شكواه وبلواه ؟ وسمعت أمانيه ومايهواه ؟ آسف أيها الوالد أنك ستجيبني بأنك لم تفعل فلماذا ؟ 1- هل كان لكبر منك على ولدك ؟ فعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ: «إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم . وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس : ((أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يسلم على الصبيان)) وكان أنس يفعله . فانظر رعاك الله إلى هذا التواضع من نبي الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكم منا من يسلم على الصبيات إن مر بهم ؟ قد تحدثه نفسه أن ااسلم على أطفال صغار ؟!! فيصيبه شيء من الكبر وهو لايشعر فاقتد بنيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم تشعر عندها بانشراح في صدرك والله لقبول ماجء به هذا النبي الرؤوف الرحيم 2- واحذر أن تقول أنك لم تفعل ذلك مع صبيانك وأهلك : لانشغال عنهم فلم تجد لهم وقتا تجلس إليهم وتباسطهم فأقول لك والأسى في نفسي : هذا الأمر منك ولاشك تضييع لهم وقد يؤدي بك هذا التضييع إلى أن تقصر حتى في نفقتهم لانشغالك عنهم ولعلي أذكرك والذكرى تنفع المؤمنين بالحديث الذي في الصحيح : عن عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو ، قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بالمَرْءِ إِثْماً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ».رواه مسلم والترمذي بلفظه والحمد لله رب العالمين
قال الفقيه أبو عبد الله القلعيّ الشافعي في كتابه ((تهذيب الرياسة)) (ص 94): ((. لو لم نقل بوجوب الإمامة؛ لأدى ذلك إلى دوام الاختلاف والهرج إلى يوم القيامة. لو لم يكن للأمة إمام قاهر؛ لتعطلت المحاريب والمنابر، وتعطلت السبل للوارد والصادر. لو خلا عصر من إمام؛ لتعطلت فيه الأحكام، وضاعت الأيتام، ولم يُحج البيت الحرام. لولا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة؛ لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى. لولا السلطان؛ لكان الناس فوضى، ولأكل بعضهم بعضا )).