[خلف الغريب]

واخيرا هانحن على موعد مع مقطوعة ثرية بالجمال لهذا الشاعر المختبئ خلف اسوار التواضع ..

حقيقة لا استطيع ابدا ان اخفي مدى اعجابي بهذا النص الجميل الذي يجبرني على الوقوف مع اكثر من بيت بدون اختيار ..


طفي هجير فراقنا بالتلاقي
وشبي قناديل الامل في وعودي

هجير الفراق وغيث التلاقي وصور اقل ما توصف به الجمال ..

اما قناديل الامل فهو جمال آخر والعجيب ان الوعود جاءت هكذا بدون اي اضافة في ايجاز جميل لكن معبر فمجرد وجود امنية ( شبي قناديل ) يجعلنا نشعر ان الوعود سماء مظلمة تحتاج الى ما ينيرها وهو قناديل الامل ..

والله ابدعت يا مبدع ..


وعودي وفاء كان الوفاء فيك باقي
اسقي ثرى حزني وعلي وجودي

وهذا البيت لا يقل جمالا عن سابقه فهنا عودي فعل امر جاء للرجاء واستدراك جميل يبدأ بكلمة ( كان )
في اشارة لطول الهجر واضمحلال الوفاء والجمال الآخر في الشطر الثاني ثرى الحزن الذي يحتاج للسقيا والعلل
هو الشرب بعد الشرب ( علي ) ونلمح هنا في كلمة ( وجودي ) تورية جميلة حيث باستطاعتنا فهم المعنى على انه من الوجود او انه من الجود مسبوقا بحرف العطف

بلغت في صبرك حدود احتراقي
على جفاك وبان نقصي وزودي

وما اجمل هذا الاحتراق الي لا اشبهه الا باحتراق العود من نار الجفا واالنتيجة قصيدة جميلة ومبخرة برائحة العود

وانا ارفض الممشى بدرب المتاقي
لي عزت(ن)فيها غلبني صمودي

ابعدت عن رغبة هواي المراقي
ورقيت درب العز لو هو سنودي

كفو والله يا صقر الصقور فالمتاقي ليست لك ..


جيتك وانا من هم الايام شاقي
اشيل همي لو شكنه عضودي


سيل موان شح وصلك ما برجلي وثاقي
حر(ن)طليق ويرفعني زنودي

ستمر من العزة والابداع . واكفخ بجنحان السعد لا تدرا


عذرك معك كان استحال التلاقي
وعذري قناديل الامل في وجودي

وختامها مسك ايها الرائع ..

حقيقة لم اوف القصيدة حقها من الوقفات التي تستحقها لكن عذري ان الوقت لم يسعفني اكثر فشكرا لجمالك وجمال روحك ..

تحياتي وودي..