أعراضه تشمل ارتفاعا في درجة الحرارة ورجفة وارتعاشا وألما صدريا
الالتهاب الرئوي.. قبطان رجال الموت!!
الحويصلات الرئوية مجهرياً
مع بداية القرن الماضي وصف السير وليام أوسلو أشهر أطباء عصره في ذلك الوقت ذات الرئة «قبطان رجل الموت» أي أنه السبب الرئيسي للموت في ذلك الحين وفي العصر الراهن يعتبر الالتهاب الرئوي من أهم الأسباب المؤدية للوفاة عالمياً، حيث يقضي على حوالي خمسة آلاف شخص سنوياً بالرغم أن اكتشاف المضادات الحيوية واستعمالها قد أدى إلى منع ثلثي حالات الوفاة، فإن هذا الالتهاب هو السبب الأول في الوفاة في الأمراض المعدية والسبب السادس ضمن قائمة أسباب الوفاة وخصوصاً عند كبار السن.
ما هي ذات الرئة؟
- ذات الرئة هي التهاب في أنسجة الرئة وعادة ما يكون سببها جرثومة، حيث تمتلئ الحويصلات الرئوية بالقيح مما يسبب صعوبة في وصول الأوكسجين للدم في المنطقة المصابة.
وقد يمتد الالتهاب الرئوي أو أثره إلى الدم مما يزيد شدة الالتهاب وقد يؤدي ذلك إلى الموت.
يبدأ الالتهاب عندما تتغلب الجراثيم على وسائط المناعة والدفاعات الطبيعية الموجودة في الجسم عند قلة قليلة من من يتعرضون للجراثيم ومن كل الأعمار غالباً لأسباب مجهولة.
الأسباب
أما الأسباب المعروفة التي تجعل صاحبها عرضة أكثر لحصول الالتهاب فهي:
- كبر السن.
- أمراض الجهاز العصبي ك (الفالج «الشلل النصفي» الذي يؤدي إلى صعوبة في البلع واستنشاق الطعام واللعاب).
- التدخين، وما يسببه في أذية الرئتين وباقي الجسم.
- داء السكري.
الفشل الكلوي
- قصور في القلب.
- إدمان الكحول والمخدرات.
- الاستعمال المزمن للأدوية المثبطة للمناعة كالكورتيزون.
- الإصابة بفيروس الإيدز.
- وأخيراً أي التهاب فيروسي للجهاز التنفسي كالأنفلونزا يؤدي إلى أذية بالأغشية المخاطية المبطنة مما يسهل دخول البكتيريا والإصابة بالالتهاب وغالباً مع تتبع ذات الرئة داء الأنفلونزا خصوصاً في فصل الشتاء.
الأعراض
ما هي أعراض ذات الرئة؟
- قد تظهر أعراض ذات الرئة بشكل تدريجي أو فجائي، وعادة ما يشتكي المريض من:
- ارتفاع في درجة الحرارة مع رجفة قوية مع ارتعاش في الفكين ( ما يسميه العامة النفاضة).
- ألم في الصدر وسُعال يصاحبه عادة قشع بلون صديدي أو مخضر أو بني مع وجود قليل من الدم.
- يتعرق المريض وتزداد عنده سرعة النبض مع ضيق بالتنفس.
٭ أما إذا كان الالتهاب شديداً وأدى إلى نزول في نسبة الأوكسجين بالدم فتتلون الشفتين بازرقاق داكن، وقد تخف نسبة الوعي ويصاب المريض بالهذيان.
٭ عند المسنين قد تكون بعض مدة هذه الأعراض غير موجودة مع ملاحظة ضعف في الشهية مع تغير في الوعي فقط.
الفحوصات
ما هي الفحوصات المطلوبة؟
- بعد أخذ القصة السريرية للمريض، يكشف الطبيب على المريض بما يسمى (الفحص السريري) مع الاهتمام بفحص الحلق والرئتين ودرجة الحرارة، والنبض وسرعة التنفس، ويقوم الطبيب بطلب صورة شعاعية للصدر مع بعض اختبارات الدم لتقدير شدة الالتهاب إن وجد، بعد ذلك تؤخذ عينات من الدم والبصاق لإجراء مزرعة لمعرفة نوع الجرثومة والأدوية الفعالة لعلاجها.
وفي حالة وجود ارتشاح للسوائل حول الرئة يجب أخذ عينة في هذا السائل الذي يتطلب الشفط الكامل عن طريق أنبوب خاص يدخل بين الأضلاع في حالة وجود علامات لانتقال الالتهاب الرئوي إلى ما حول الرئة.
علاج ذات الرئة
بعد التأكد من تشخيص ذات الرئة وبناءً على تقدير الطبيب للوضع العام للمريض، سيقوم الطبيب باختيار المضادات الحيوية المناسبة بالإضافة إلى أدوية أخرى كخافضات الحرارة والأوكسجين (إن لزم الأمر).
- تتراوح شدة ذات الرئة من التهاب بسيط إلى التهاب خطير قد يؤدي إلى الوفاة. لذا فإن احتمال التحسن بصور سريعة يعتمد على عدة عوامل أهمها:
- عمر المريض.
- اكتشاف الالتهاب مبكراً.
- مناعة المريض.
- حجم الالتهاب.
- وجود أمراض أخرى سابقة.
- في الحالات البسيطة وعند غير المسنين يصرف الطبيب المضاد الحيوي عن طريق الفم وعادة ما يبدأ التحسن خلال يومين إلى ثلاثة أيام. ويستطيع المريض مزاولة أعماله الاعتيادية خلال أسبوع.
- في الحالات الصعبة أو عند المسنين أو صغار السن يُنَوم المريض في المستشفى لتلقي المضادات الحيوية عن طريق الوريد وإعطاء الأوكسجين إن لزم.
- وعند التحسن تعطى المضادات عن طريق الفم وعادة يتحسن المريض ويخرج من المستشفى خلال حوالي خمسة أيام.
- ويكون إعطاء المضادات لفترة 7 - 10 أيام في معظم الحالات غير أن بعض أنواع الجراثيم وعند مرضى الحالات الصعبة قد يستمر العلاج لفترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- أما في الحالات الشديدة وخصوصاً إذا أدت شدة الالتهاب الرئوي وانتشاره إلى هبوط شديد في نسبة الأوكسجين، أو في ضغط الدم، يُدخل المريض إلى العناية المركزة، حيث يوضع على جهاز اصطناعي للتنفس مع احتمال القيام بأخذ عينات من الرئتين عن طريق المنظار أو جراحياً وتكون احتمالات الشفاء أقل بكثير عند هؤلاء المرضى ويحتاجون إلى فترة علاج ونقاهة طويلة في المستشفى.
الوقاية من ذات الرئة
هناك بعض الإجراءات التي تساعد (بإذن الله) على تقليل الاحتمال بالإصابة بذات الرئة منها:
- عند من تجاوز الخامسة والستين.
- لمن يشتكي من أمراض مزمنة بالقلب، الرئتين أو الكلى بغض النظر عن العمر.
- أخذ لقاح الأنفلونزا في الخريف من كل سنة (بداية اكتوبر) لنفس الفئات السابقة الذكر.
- التوقف عن التدخين والمشروبات الكحولية.
- المحافظة على نظام غذائي متوازن وأخذ قسط من الراحة بشكل يومي.
- اتباع قواعد النظافة العامة، وخصوصاً غسل اليدين وتجنب مصافحة وتقبيل المصابين بالرشح والأنفلونزا، لمنع انتقال العدوى التي قد تؤدي بدورها إلى داء ذات الرئة.
نصائح عامة للمرضى
- يجب أن يؤخذ المضاد الحيوي بانتظام وعدم إهمال أي جرعة مع اتباع جميع إرشادات الطبيب.
- أخبر الطبيب عن كل الأمراض والأدوية التي تأخذها أو عند تحسس دوائي عندك.
- راجع الطبيب في حال ساءت حالتك أو عند عدم وجود تحسس خلال يومين أو ثلاثة أيام أو في حالة عدم التمكن من أخذ حبوب المضاد الحيوي بسبب الغثيان.
- إذهب مباشرة إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى إذا شعرت بازدياد في ضيق التنفس.
- أكثر من شرب السوائل.
- لا تحاول أن تعالج نفسك أو تستشير الآخرين بما فيهم الصيدلي لصرف الدواء.
- لا تتوقف عن أخذ العلاج قبل انتهاء المدة التي حددها الطبيب حتى وإن شعرت بتحسن كبير.
- لا تدخن. لتكن هذه تذكرة وإنذاراً للتوقف عن التدخين.
٭استشاري أمراض الصدر والعناية المركزة
عضو مؤسس للجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث