فصل .. ( العبث الفني ) ..!
قد تتجه الآداب و الفنون الى الإنحطاط .. بطريق بطيئ و ربما يخفى على بعض الناس ..
و أداة هذا الإتجاه هي العبث الفني ..! ولا اريد ان أحشر لك الادلة على صدق هذه الرؤية لأن هذا الزمن الذي نعيشه
يزخر بالأمثلة و الشواهد الكثيرة على هذا العبث و على هذه الفوضى العارمه .. ومن طريقة العرب الأوائل في أسلوب البلاغه
أن الشيء اذا كثرة ادلته لايحتاج الى إن نسوق معه ادوات التوكيد مثل اللام الموطئة للقسم وحروف القسم او أدوات النصب
أن وإن ... لأن الأمر واضح ومن أصعب الأشياء توضيح الواضحات .. لكن بما انه كان بيني وبينك عهد في اول هذه الفصول على
تحسس مواطن الجمال ... فوفاء بهذا العهد دعني أسوق لك هذا المثال .

بابلو بيكاسو
زعيم الرسامين المعاصرين خطرت له فكرة عابثه ساخرة ثم نفذها عمليا .. ذلك أنه جاء بقطعة قماش بيضاء وقربها من ذنب حمار مربوط
بعد ان صبغ الذنب بألوان مختلفات واغرى الحمار بتحريك ذنبه يمينا و يسارا صعودا وهبوطا وبيكاسو ممسك بقطعة القماش بحيث
يتحرك الذنب المصبوغ عليها وماهي الا دقائق حتى ارتسمت على القماش خطوط ... طبيعي أن لا معنى لها ..!!
ثم بدا للرسام الساخر أن يكمل لعبته فجعل لهذه القماشة إطارا جميلا ووقع في أحد أطرافها و اراد ان يختار لها اسما ودارت في ذهنه تسميات
كثيره من تلك الاسماء ... الفارس المهزوم ، أصيل البحر ، عنكبوت الفكر ، دمعة عاشقه أغنية الفراشة ،، لكنه رفضها جميعا
واختار عنوان (( طحالب الصبايا )) لانه لامعنى لهذا العنوان .
وفي اليوم التالي عرضت اللوحة في احد المعارض وتقدم النقاد يدرسونها و يحللونها ويستنبطون منها روائع إبداع الفنان العظيم
ولا اريد ان اطيل عليك .... بيعت اللوحة بــ 350 الف جنيه انجليزي ... دفعها عاشق للفن الجميل .
همسه ... أنتبه فالعابثين بالاداب و الفنون لا يزالون على رأس الخدمة .... كن بخير