في ليلةِ العيدِ قدْ غنّى لـكِ الوتـرُ=عودي فديتكِ إنّ الـروحَ تحتضـرُ
يا من تعلمتُ أنّ الوردَ فـي يدهـا=يبدو كبستانِ زهرٍ صابَـهُ المطـرُ
ما دمتِ نصفي فهذا الكونُ أملكـهُ=أمَا الفراقُ فيـا ويلـي سأنشطـرُ
من قبلُ أن تُطلبُ العينانِ أمنحهـا=والقلبُ والشعرُ والأحساسُ والبصرُ
مستسلمٌ عاشـقٌ واليـومَ أعلنهـا=قلبي مطيـعٌ لأحبابـي إذا أمـروا
تفوَه الصمـتُ فاستقبلـتُ أحرفـهُ=فجاءتِ الشمسُ ثمّ استسلمَ القمـرُ
كأنهُ الطفـلُ جـاءتْ أمـهُ معـهُ=وبين أحضانِ تلكَ الشمسِ ينصهـرُ
غيبي إذا كانَ بعدَ الهجـرِ موعدنـا=من أجلِ عينيكِ طول العمرِ أنتظـرُ
فحينما تلتقي فـي الفجـرِ أعينُنـا=عيناكِ بالحربِ مع عينـيّ تنتصـرُ
ياليتني متُّ قبلَ اليـومَ يـا أملـي=ولم ارى الدمعَ من عينيكِ ينهمـرُ
حسْبي عيونٌ تقولُ الشعرَ مع شَفَتي=حتّـى إذا قلـتُ أهواهـا فتنكسـرُ
تُبدي حيـاءً إذا ماكنـتُ أقصدهـا=فينحني الرمشُ فوقَ الجفنِ ينتحـرُ
إنّ العيونَ إذا شـاءت لهـا لغـةٌ=ونطقُها فوقَ ما قد يُـدركُ البشـرُ
عينايَ ليست نوافذَ كي أرى بهمـا=فأعذبُ الشعر من عينـيَ ينتشـرُ
كلَُّ الأحاسيسُ في عينـيَّ صادقـةٌ=والصدقُ في هـذهِ الأيـامُ مُحتقـرُ
هذا ولم تنتهي بالحـبِّ عاصفتـي=هناكَ أشياءُ لا تُحكـى ستُختصـرُ
لا يُظهرُ المـرءُ إحساسـاً يعذبـهُ=بعضُ الأحاسيسِ في الأعماقِ تستترُ
حتّى إذا ماتـتِ الأشجـارُ واقفـةً=تبقى الجذورُ فينمو بعدهـا الثمـرُ
محمد خليف الرفاشي
1998
( الامل )