هل يصلح الاقتصاد ما أفسدته السياسة
(ده حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا.. كلنا.. كلنا.. الحلم ماهو مستحيل.. ما دام تحقيقه مباح.. والليل لو صار طويل.. أكيد من بعده صباح) هذا مقطع من أوبريت الحلم العربي الذي ترك صدى إيجابيا لدى الأجيال القادمة وبث الأمل في أنفسهم لغد مشرق.
خطر في ذهني هذا المقطع وأنا أحضر ضمن الوفد السعودي المشارك في مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي من منظور القطاع الخاص الذي أقيم في دولة الكويت الأسبوع الماضي الذي يهدف إلى صياغة رؤية جامعة للقطاع الخاص العربي يضع فيها خلاصة تجربته العملية بشأن معالجة العوائق التي تقف حاجزا أمام تسريع خطى التكامل الاقتصادي العربي والوصول إلى السوق العربية المشتركة، وبقدر التفاؤل الذي كان موجوداً في المشاركين بالوفود إلا أن المعوقات التي وردت في الجلسة الأولى من هذا المؤتمر حول تنمية التجارة البينية بين الدول العربية وتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى أصاب البعض بالإحباط.
لا شك أن من مصلحة اقتصادات الدول العربية في تنمية العلاقات الاقتصادية بينها وإلغاء كافة القيود التعريفية الجمركية وغير الجمركية التي من شأنها أن تساهم في تعزيز تبادل السلع العربية ما بين الدول الأطراف ولكن اللافت للنظر أن المتابع يلاحظ أن الحمائية من قبل بعض الدول العربية في ازدياد، وهذا مبرر إلى حد ما إذا ما تأملنا اختلاف معدلات دخول الأفراد في الأقطار العربية، على سبيل المثال دخل الفرد في الكويت يمثل خمسة وعشرين ضعفا عن مثيله بالسودان، فبالتالي لتخفيف هذا الانغلاق يجب أن ننظر أولا إلى تنمية الاقتصاد القومي للبلدان العربية الفقيرة وبالتالي يصبح تبادلها التجاري أكثر مرونة وقاعدتها الإنتاجية أكثر تنوعا فالتكامل الاقتصادي هو مرحلة تلي التنمية الاقتصادية المحلية للأقطار العربية.
على الجانب الآخر هناك مسؤولية على القطاع الخاص في تعزيز وبناء قاعدة معلوماتية عبر غرفها التجارية ليسهل التعاون ما بين القطاع الخاص في الدول العربية، فغياب المعلومة أحيانا يكون عائقا في التواصل ما بينهم.
وما بين التفاؤل والتشاؤم من قبل الوفود المشاركة، كان الوفد السعودي الأبرز في تفاعله وحضوره في المؤتمر مما دعا أحد العاملين في غرفة التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية يمازحني قائلا: لأول مرة خلال عملي أرى وفدا سعوديا بهذا العدد والالتزام!! فأجبته: يبدو أن "صالح" صالح الغرف في إشارة مني للدور الفاعل لرئيس مجلس الغرف التجارية صالح التركي في هذا المؤتمر. التكامل الاقتصادي العربي هاجس والحلم ممكن والأمل باق والكل يعول على الاقتصادي ليصلح ما أفسده السياسي.
|