الابتزاز المالي هدف القراصنة
جمال أمين ـ جدة
توقع الخبير بشؤون النقل البحري د.مهندس عبدالرزاق بن هاشم المدني أن يكون هدف القراصنة الصوماليين الذين اختطفوا الناقلة النفطية السعودية "سيرو ستار" هو الابتزاز المالي وليس حمولة السفينة. وقال د.مهندس بحري لـ"عكاظ" إن القراصنة في الغالب سيطلبون مالا للإفراج عن الناقلة المختطفة. ودلل على رأيه بأن الباخرة من النوع الضخم وحمولتها تتجاوز 300 ألف برميل وبالتالي فإن القراصنة ليس لديهم فرصة لتوجيهها إلى الصومال لأن ذلك البلد الذي فتتته الحرب الأهلية التي دامت 18 عاما ليس لديه موانئ تستطيع استقبال هذا النوع من الناقلات وبالتالي فإن الناقلة لن تدخل إلى الصومال. وردا على سؤال حول الوجهة التي يمكن للقراصنة أن يتجهوا إليها لتفريغ الحمولة بها في حال ما إذا كانوا يستهدفون حمولة النفط التي تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار، قال الدكتور مهندس بحري المدني إن القراصنة ليس أمامهم فرصة سوى التوجه إلى ميناء كيب تاون في جنوب أفريقيا لتفريغ حمولة السفية أو ميناء جدة الإسلامي أو ميناء ينبع الصناعي في المملكة أو ميناء العين السخنة في مصر، وفي الحالتين الأخيرتين ستتدخل الجهات المختصة وتتعامل مع الموقف لتحرير السفينة بطاقمها وحمولتها.
وأشار إلى أن الناقلة عليها ضابط أمن واحد طبقا للنظام العالمي للسفن الذي يقتضي أن يكون على كل ناقلة أو سفينة ضابط أمن مسلح لحماية السفن لكن عند تعدد القراصنة لا يقوى هذا العنصر بمفرده على التصدي للقراصنة.
وهذا الحادث يحدث لأول مرة لناقلة في هذا الحجم في البحر الأحمر وهذا سيؤثر على شركات التأمين التي يتوقع أن ترفع البريميوم قسط التأمين حيث أن هناك عددا كبيرا من ناقلات البترول التي تعبر البحر من الجنوب إلى الشمال وكل يوم تعبره في اليوم أكثر من ناقلتين.
وقال إن القرصنة أنواع مثل قيام طاقم السفينة باختطاف الناقلة إلى ميناء مجهول بعد تغيير اسمها وعلمها وتزوير أوراقها وتفريغ الحمولة في ميناء آخر، وإغراق السفينة في مكان آخر مجهول في عرض البحر كما حدث لناقلة بترول سابقة "سالم" منذ أكثر من 30 عاما.
والثاني قيام قراصنة بتوقيف السفينة بالقوة والصعود إلى سطحها وهذا ما حدث للسفينة وأخذ طاقمها رهائن تحت التهديد.
ودعا إلى القيام بدراسة وضع تأمين السفن في البحر الأحمر من جانب دول المنطقة للحيلولة دون تكرار هذا الحادث مستقبلا.