توقعوا تركيزها على ملف العراق وإيران
خبراء ومراقبون: تراجع عملية السلام في أولويات إدارة أوباما
جوناثان رايت ،رويترز-القاهرة
توقع خبراء ومراقبون عرب أن تتبنى إدارة الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما القادمة نغمة جديدة تلقى ترحيبا مبكرا في الشرق الأوسط تدعو للحوار والالتزام بتحرك متعدد الاطراف. ولكنهم رأوا أن حدوث تغير حقيقي في السياسة الأمريكية في المنطقة سيتطلب شهورا إن لم يكن سنوات حيث يتلمس أوباما طريقه وسط صراعات معقدة تسببت فيها ادارة الرئيس جورج بوش التي تخرج من السلطة في يناير أو سمحت لها بأن تحتدم.وقال هؤلاء إنه في حين ترى الحكومات العربية أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو المصدر الأساسي الأكثر خطورة لعدم الاستقرار إلا أنه من المرجح أن تضعه ادارة أوباما في ذيل أولوياتها بعد العراق وايران على سبيل المثال.معربين عن اعتقادهم أن الشرق الاوسط كله سيأتي بعد مشاغل أوباما الأكثر الحاحا في الداخل والتي تتمثل في تحفيز الاقتصاد والخروج من مأزق الديون المتعثرة التي ساعدت على التسبب في أسوأ أزمة مالية عالمية في 80 عاما.
ودعا عز الدين شكري فيشر من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات وهي مركز أبحاث مقره بروكسل الناس في الشرق الاوسط الى الاعتدال في توقعاتهم ..قائلا:إذا كانت توقعاتك هي التغيير الكامل فأنت تجهز نفسك لخيبة أمل. فيما لفت وليد قزيها استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في القاهرة إلى أن طفولة أوباما غير العادية.. فهو من أب أفريقي وعاش في اندونيسيا.. ستجعله أكثر تجاوبا مع المشاغل التي تشغل غير الامريكيين. ورجح أن يكون أسلوبه أكثر انسانية. فبينما كان المرشح الجمهوري جون ماكين متوترا وصداميا فإن أوباما أكثر انفتاحا. وأضاف لكنه أيضا سياسي من الدرجة الاولى ولن يحرق قاعدته السياسية من أجل الدفاع عن قضية عادلة. سيتعين عليه أن يتطلع الى فترة ولايته الثانية والى من يؤيده داخل الولايات المتحدة.
وقال الاستاذ الجامعي المغربي مهدي المنجرة يمكننا أن ننظر الى انتخاب أوباما كتطور مؤكد لصالح السلام كهدف للبشرية كلها دون تمييز على أساس العنصر أو الدين. لكن يجب ألا نتوهم ونتوقع حدوث تغيير مؤثر في خطوة واحدة.
واعتبر بول سالم مدير مركز الشرق الاوسط التابع لمؤسسة كارنيجي في بيروت أن أوباما كأول رئيس أمريكي أسود أحدث تحولا ثقافيا رمزيا أوليا.لكنه أضاف فيما يتعلق بالسياسات الفعلية لن تكون التغييرات سريعة جدا على الأرجح.
وأشار المحللون الى ان موقفه في المحادثات مع العراقيين بشأن الانسحاب الامريكي قد يتناغم الى حد ما مع تطلعات الحكومة العراقية التي تطالب بانسحاب على مدى زمني أطول قليلا.
وفيما يتعلق بالمحادثات مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل سيواجه أوباما المعضلة نفسها التي واجهتها ادارة بوش التي فشلت في اقناع الايرانيين بوقف أنشطتهم لتخصيب اليورانيوم.