زوجة «أبوعمر»: لن أتنازل عن ميتِّم صغاري
الجزار المالي يعترف: هددني بترحيلي فقتلته بساطوري

حاتم المسعودي - مكة المكرمة
طالبت "أم عمر" زوجة القتيل المالي في وادي جليل بالقصاص من قاتل زوجها واصفة مسلك القاتل بالتجرد من الانسانية كما طالبت بحفظ حقوق أطفالها الثلاثة الذين تيتموا بعد رحيل والدهم على يد الجزار" من ذات الجنسية" وجددت أم عمر التأكيدعلى أنها لن تتنازل عن دم زوجها لأن القاتل حرم أطفالها من والدهم، وقالت: إن الراحل عانى الأمرين في حياته ومماته. وتضيف وسط دموعها: زوجي كان رجلا مسالما ولم يشتك منه أحد طوال حياته، حسن الخلق و من المواظبين على الصلوات و العائل الوحيد لصغاره. وروت أم عمر تفاصيل ما حدث في يوم الفجيعة وتقول: خرج الى المسجد لاداء صلاة الفجر مع الجماعة ثم عاد الى البيت لتناول الافطار قبل أن يتوجه الى عمله في مدرسة خيرية للبنات حيث يعمل بها حارسا نظير 600 ريال لا تفي بأبسط الاحتياجات..
وتصف الزوجة اللحظات المأساوية وتتذكر: خرجت من المنزل على ضجيج وجلبة ووجدت زوجي غارقا في بركة من الدماء بعد أن أجهز عليه جارنا بساطور.. شعرت بدوار وحدثت لي صدمة عنيفة ولم أصدق ما رأته عيناي لأن زوجي كانت علاقته طيبة بالجميع ولم يكن بينه والآخرين أية عداوة أو ضغينة سابقة.. شعرت بدوار من هول ما رأيت وسقطت مغشية.
بداية الشجار
"حسين " شقيق القتيل يؤكد أن لا خلاف سابقا بين الاثنين ولو كانت هنالك مشاكل من هذا النوع لما ترددت لحظة في حلها ولكنت أول العارفين لأن علاقتي بشقيقي طيبة وجيدة وتربطنا صداقة وصراحة متناهية ..
ويضيف حسين ان شجارا طارئا أدى الى حدوث ما حدث واندلعت شرارته عندما حاول شقيقي منع القاتل من دخول مبنى مدرسة البنات ورفض القاتل تصرف أخي وقام بتسديد طعنتين في بطنه و حاول " أبو عمر" العودة إلى المنزل إلا أن القاتل لحق به بعد أن أخذ ساطوره من منزله و ضربه عدة ضربات على رأسه و أنحاء متفرقة من جسده وحاول أحد الجيران فض الشجار الا أنه تعرض إلى ضربة بالساطور بترت إحدى أصابعه وهرب الجاني واختبأ بمنزله بعد أن ارتكب فعلته.
"عمر" أصغر أبناء القتيل يدرس في الصف الثاني الابتدائي مازال يعيش حالة من الرعب والذهول ويحكي قصة وصول نبأ مقتل والده ويقول: مدرستي قريبة من منزلنا وسمعت زملائي يقولون بعد الحصة الأولى أن احدا ضرب والدي بساطور. أخذت شقيقي وركضنا الى المنزل ونحن نبكي ورأينا والدتنا منهارة وتبكي وتقول لنا لن نرى والدكما بعد الآن.. لقد رحل!
ضربة ساطور
شرطة العاصمة المقدسة فتحت تحقيقا موسعا مع الجزار القاتل الذي أدلى بتفاصيل مثيرة عما حدث وقال: هناك خلاف سابق بيني وبين القتيل الذي كان يهددني دوما بالترحيل وفي صباح يوم الحادث قابلني ابو عمر وكرر تهديده وحدث اشتباك بيننا واسرعت الى منزلي وحملت ساطورا استخدمه في الجزارة وضربته حتى سقط أرضا وقام شخص بضربي بعصا ورددت عليه بضربة مماثلة من ساطوري. ويقول المصاب 25 عاماً أنه خرج من منزله صباحاً باتجاه عمله وشاهد المضاربة ورأى القاتل يطعن خصمه بسكين ثم رجع الى منزله وعاد ثانية ومعه ساطور ضرب به المجني عليه مرة ثانية، وقال الشاهد انه حاول الفصل بينهما إلا أن الجاني ضربه بالساطور على يده و كتفه مما تسبب في بتر أصبعه.
التقرير الطبي المبدئي كشف وجود عدة طعنات في بطن و ظهر المجني عليه أدت إلى هبوط في الدورة الدموية و التنفسية وتوقف القلب كما تضمن التقرير الصادر عن المصاب وجود جرح قطعي عميق بطول (15) سم على الرقبة من الناحية اليسرى مع قطع عضلات الرقبة و جرح قطعي عميق بطول (6) سم على الكتف الأيسر بالإضافة إلى جرح عميق بطول (10) سم باليد.